يتابع الروائي السوري، في آخر أعماله، ما بدأه في رواياته الأخيرة مِن تتبُّع لواقع بلاده وطرحٍ لرُؤىً حول معاني الحرية والثورة، وثنائيات الوطن والمنفى، والعدالة والظلم، والانتصار والهزيمة. روايةٌ تُسائل الفساد والاستبداد والانغلاق في سورية.
لملمت دهشتي ونزلت من السيارة. استوت دمشق أمامي، مدينة خارجة من الحرب، بعد غياب طال سبع سنوات، مثخنة بالجراح، ملوّثة بالفوضى، مسربلة بالهموم. عالم واسع من التناقضات العجيبة تحت عناوين ضخمة، تبرزها أكوام اللافتات والشعارات والإعلانات.
في روايته "مرسال الغرام" التي أعيد طبعها مؤخراً، ومن خلال زمن أم كلثوم كخلفية للأحداث، يشرّح فوّاز حداد، زمن بلاده من خلال قصة تنقلنا إلى متاهات ودهاليز وأقبية، ودوائر ندور فيها، ثم نعود صاغرين إلى المركز، لُبّ المشكلة: الفساد.