على الأشياء التي لا أريدُ أن أراها/ على الحوافّ الحادّةِ للحياة/ يضعُ النهار ضوءهُ السّاطع/ لا أرى الانعكاس، كلُّ ما يتوهّجُ بيقينه القاسي/ يتوهّجُ بعيداً عن قلبي/ قلبي يخفق ببطءٍ، داخل النوم/ مثل جبلٍ شاهق/ تنبثقُ الأفكارُ من لحظة اليقظة.
القليلُ من جاذبية الغموض/ كان يكفي لتستقرّ الوجوه خارج ملامحها الواضحة
القليلُ من الظّلال يُكمل النُقصان/ القليل من الظلال فقط/ تلك التّلال تبدو قريبةً
لأنّ ظلال النافذة تصنعُ ذلك القُرب/ الظلال المكدّسةُ في العيون/ تفعلُ ما هو أكثرُ.
في الليلةِ الطويلة/ الليلة البعيدة/ أريد أن أكون/ في أكثر الأماكن ظلمةً/ كي أراك
في أكثر الأماكن صمتاً/ كي أسمع صوتك/ في أكثرها برداً/ كي يَمسّني دفئُكَ/ في ما بعد/ سأقول إنّها كانت ليلةً كاملة السخاء/ لن أعبأ.
بإمكانكَ أن تنتظر الليل/ لتكتب قصيدةً تحبّها/ ثمّ تكرهها/ كما تفعلُ دائماً/ بإمكانك أن تنام/ مُتوهّماً أنّك تطفئُ ما هو أكثرُ/ من ضوء الغرفة/ ثمّ تصحو/ هادئاً وكاملاً / كما تفعلُ منذ سنين.
لم أكنْ أبهجَ الحاضرينَ/ لكنّي أعليْتُ ضحكي فوق أصواتهم/ حتّى رأيتهُ يخرجُ من النافذة/ سيختبئ في أعشاب الليل، ربما على ذلك السياق من الضوء، وسوف أحملهُ معي بتلك الصورةِ الجانبيّةِ للدفء/ حين أجوبُ ليليَ المجاورَ/ دون صخبٍ/ ولا حنين.
أحيا أمام ذاكرتي/ لا أمام ما يحدث/ حين أموت/ أموتُ مثل تمثالٍ/ عاشتْ فيه مئات السنين/ وتهاوى مِن ثقلِ أعماقه الفارغة. الحجر الذي رميتُهُ/ ما زال يغوصُ في البحر لم يجد القاعَ بعد/ ربما لن يجده يوماً.
ثمّة حزنٌ يجب أن يُعاش / أن ينطبع في العينين / ما دامت النظرة لا توجع نافذةً أو شجرة / أن يسير في الخطوات / ما دامت الدرب لا تسمع / ثمّة حزن بلا دويّ / فقط، هذه الهشاشة.
أيّها البعيد / أنتَ لا تقرأُ القصيدةَ/ أنت تمرّ بقلبي/ هل رأيتني؟/ على المقعد الوحيد/ والطاولةِ المحبوسةِ في الضوء الخافت/ في الغرفة المتّسعةِ، فارغةِ الجدرانِ، كما أرغبُ/ (كي لا يُفحِمَني الفراغ)/ أمام النافذةِ وليلها تماماً/ حيث لا أكون.
في كلماتهِ القليلةِ/ أبحثُ عن قطرة ماءٍ/ عَلِقَتْ بسَقفِ إحدى الكلمات/ أبحثُ في قطرة الماءِ عن نهر/ أبحثُ في النّهرِ/ عن كأسي التي أضعْتُها منذ سنين / أُلَمْلمُ الرؤى التي أحاطت السّرابَ منذ الأزل/ أُشاهدها تلوي عُنقَ السِنين.
عليّ أن أخبرك عن الأيام التي لا تغادر أماكنها/ عن يدك التي تطفئ ضوء غرفتي/ قبل أن أنام/ عن الارتباك والامتلاء، والألم، ربما لن أجرؤَ أن أقيسَ المسافة بيني وبين الكون/ بعد ذلك/ لكنّ صوتي سيكون خفيفاً/والكلمات/ ستنمحي ذات يوم..