لا يمكنك أن تمر في شارع الحمراء البيروتي، من دون أن تتعثر بهذا الرجل. بائع كعك عجوز حزين. لا يمكن ألا يستوقفك شروده الدائم، فيما تستلقي على العربة إلى جانبه كعكات من الزعتر الشهي.
لم يكن متسوّلاً عادياً. كان رجلاً باسماً وبائع حكمة. لن يكون لقاء أي مرء معه لقاءً عابراً. "السيّد الشحاذ" أمامي. على وجهه فرحة غريبة، وإن غير مكتملة. ملامحه هادئة لا تشي بالجنون الذي يسكنه.