لا جدار في المدينة قائمٌ/ كي أعلّق فوقه رزمة بيضاء/ من أوراق نعوتي السوداء/ كل البحيراتِ أنكرتْ ظلي وجفّتْ/ كل أكمام الخزامى/ التي نامت على كتفي سكرى/ والرياحين التي تخضبتْ أغصانًها/ من نزيف قصائدي احترقتْ/
ارتكبتُ الأخطاءَ اليومية ذاتها كالمعتاد/ وضعتُ الملح في القهوة/ نسيتُ السجائر/ لم أطفئ النور في غرفتي/ تركت المفاتيح بالباب/ ولم أغلق أسطوانة الغاز. ارتكبت الأخطاء التي لا رغبة لي بتلافيها/ طالما أن الحرب لم تزل تحمل أوزارها/ وتسرح في الطرقات...
كلّما قررنا أن نطبخ كفتة بالصينية، وبدأتْ الرائحةُ تملأ فضاءَ المطبخ، أتذكّرُ السفن اليونانية، التي كانت ترسو في مرفأ اللاذقية. لم أكنْ أحبُ البحر أبدأ، لم يكن صدرَ متعة بالنسبة لي، بل على العكس، كان مصدرَ شقاء وبؤس ورعب.
في الصف السابع، أثناء حصة الموسيقى، كان الأستاذ يعزفُ لنا على الأوكورديون ونحن ننشد: لسان الضادّ يجمعنا بغسانٍ وعدنان.. كنتُ شارد الذهن أفكر متسائلاً: تُرى من هو غسان ومن هو عدنان؟ فجأةً، اقتحم الصف علينا رجل يلبس بدلة كاكي.
لم يكن ذلك العامل التعيس يبكي بسبب انقطاع حبله الشوكي
بقدر ما كان يبكي بسبب انقطاع حبل رزقه.
وفي آراب آيدول،
كانت المطربة أحلام المشنشلة بالذهب توجّه نصائحها للمشتركين
بضرورة تدريب حبالهم الصوتية على القرار والجواب.