كان ينبغي على الجميع أن يبكروا في النهوض من الأسرّة الحديدية التي يعلو بعضها البعض، وكان ضيق هذه الأسرّة يفسد النوم، فلا يشعر الواحد منا أنه قد نال حاجته من النوم أصلاً.
الأشياء ليست أشياءً فقط. الحذاء مثلاً، الحقيبة، الورقة البيضاء والقلم. طاولة المطبخ، فرشاة الأسنان، القميص، الموبايل، واللابتوب، وغيرها الكثير مما نألفه ونستخدمه في حياتنا اليومية، سواء كانت داخل المنزل أم في أماكن العمل المختلفة.
كانت الجدّة أمّ كامل، ابنة الجنوب اللبناني، سيّدة طيّبة بسيطة، ومكافحة صلبة شغوفة بالحياة ومحبّة للأطفال. جمعتْ حسن الإدارة العائلية إلى معرفة فطرية عميقة راكمتها عبر تجربة ارتبطت ارتباطاً مباشراً بالأرض وخيراتها.
يمكن للألفة الظاهرة أن تخبئ جمر الشقاق. لا أحد ربما يبقى بمنأىً عن شكوك حارقة، أو ظنون تتحول فجأة إلى حقائق مريرة. هذا ما قد تفضي إليه مشاهدة مسرحية عُرضت قبل أيام في بيروت
حصّة الفرد، في عالمنا اليوم، من مزايا الفرديّة هي ذاتها حصته من أعباء الحقيقة. لا أحد يرُغَم على تصديق الأوهام، لكن ثمة من يفضّلها حجباً لنفسه عن جَبْهِ كل ما هو عينيٌّ وماثلٌ أمام النظر.
مكان الأطفال الجدير بهم هو عالم الأحلام، لا وقائع الحياة. لكن لا مهرب من الحياة؛ لا تكفُّ عن تلقيننا العبر المدوّخة، من دون جدوى ملموسة، حتى يحسب المرء أنّ الإحباط اليوميّ قد غدا من عاديّات الحياة التي صارت مثل شَرَكٍ...
أصابني بطءٌ مفاجئ، مثلما يشق برقٌ شجرة وحيدة. أصابني بطءٌ غريبٌ، تفاقم بهدوء، ومدّ مياهه البيضاء إلى قلبي وعيني. لم يكن مرضاً، ولا كان ردة فعلٍ، قدر ما كان مسّاً، هديةً عجيبة أو ربما نصيحة حكيمة قديمة قدم الموت.