أفكّر في فقرة أخرى للشاعرة لونا ميغيل التي كتبت الكثير عن مرض السرطان، وعن المستشفى:"...الحياة كانت تتلخص في المصل لأن المصل هو الذهب الجديد. لم نعد نبحث عن الألماس، نرغب في طول العمر. [...] أنت تريد أن تقولها: الحياة تُتْعِبُ".
أتخيّل عصفوراً يقطع طيرانه بغتة في السماء. أتصور كيف أن الأرض تستمر في الدوران 30 كيلومترا في الثانية تقريباً، دون أن تعيره اهتماماً بالمرة. وأتصور كيف أن العصفور بعد ثوان يُنكر عدم حركته ويواصل تحريك أطرافه.
أسحب من حقيبتي ديواناً لشانتال مايارْد عنوانه "جرحٌ في اللسان" وأقرأ. أقف عند الصفحة الأربعين. لا أفهم. أتساءل. أضع مستطيلا على خمس كلمات: "الصدى/ الذي ينادي على الهاوية". أتظاهر أنني فهمت. أُعيد صياغة السؤال. يتقوّس ظهر الكرسي مثل الوقت.
متعبٌ ولكنني/ على ما يرام/ فقط أشعر/ بأنني أخضر نوعاً ما/ هذا هو ما أشعر به فعلا:/ لديّ/ كل شيء/ يمكن أن/ أرغب به، إذاً/ لماذا/ ما زلتُ أشعر/ أنني/ أفتقد كل شيء لن أمتلكه/ أبداً؟
أبداً لم أقصد العودة إلى المدينة البيضاء التي أنتمي إليها، إلى مدينة كئيبة ذات عُرفٍ من الرمادِ/هش/ لم أقصد العودة أبداً/ ودفن نفسي عميقاً في التربة الرطبة
تلك التي لا أتعرّف فيها على جسدي... لن أعود أبداً إلى مدينة الرماد.