تضمُّ مجموعة "الحبّ، النساء والحياة" (1995)، التي اخترنا منها هذه القصائد، أفضل قصائد الحبّ التي كتبها الشاعر الأوروغوياني. الحبُّ، وفقاً له، هو بديل الموت، يُظهره لنا مليئاً بالإيمان، فهو القوَّة الرئيسة التي تحرّك الكائن البشري وتعلن وجوده.
لماريو بينيديتي عدد من المجموعات الشعرية استهلها بـ"العشية الراسخة" (1945). حصد خلال مسيرته الإبداعية على عدة جوائز، أهمّها "الملكة صوفيا للشعر الإيبروأميركي" عقِبَ إصداره مجموعته "ركن الهايكو" (1999) التي نقدِّمُ هنا ترجمةَ توطئتها إلى العربية، وفي الأسفل عدداً من هايكوياته.
سأكون فضولياً معالي الوزير ما الذي يضحكك؟ من نافذتك يظهر شاطئ البحر لكنّ أحياء الصفيح لا تُرى/ لأولادك عيونٌ آمرةٌ بينما لآخرين نظراتٌ حزينة/ هنا في الشارع تحدث أشياء لا يمكن حتى ذكرها/ الطلبة والعمال يضعون النقاط على الحروف...
في المجموع، رأيت في منامي إدموندو بيلمونتي خمس مرات. بيلمونتي رجل أربعينيّ نحيف وتعبير وجهه خبيث، ممقوت في كل مكان وموضوع إجباري في كل محادثة على طاولات الموظفين أو الصحافيين. في أول حلم، كان بيلمونتي يتجادل مطولاً وبشراسة معي.
إن حصل وأصبحتُ سجينةً، ما أريده هو أن تكون دميتَيّ توتي ومونيكا سجينتين سياسيتين أيضاً. فأنا أحب أن أنام وفي حضني على الأقل دميتي توتي، مونيكا ليس كثيراً لأنها كثيرة الهمهمة. لكنني لا أضربها قط، خصوصاً لأكون قدوة حسنة لغراثييلا.
عندما فتح عينيه، أرسل إليه الفراش برداً وقحاً. حاول، وهو يرتعش ويتنمل، تسخين يديه بنَفَسِه. لكنه لم يستطع التنفّس. هناك في الركن، كان الجرذ يستمر في التحديق إليه وهو متجمد مثله تماماً. حرّك يده وقدّم للجرذ رجلاً. كانا صديقين قديمين.
كان يقول: "غداً ستمطر"، وكانت تمطر فعلاً في اليوم التالي. أحياناً أخرى كان يهرش قفاه ويعلن: "يوم الثلاثاء سيفوز الرقم 57"، ويوم الثلاثاء يفوز الرقم 57 فعلاً. كان يتمتّع بين أصدقائه بإعجاب غير محدود. بعضُهم يتذكّر أشهر إجاباته الصائبة.
يساعد النقيب بيدرو على الجلوس على الكرسي، لكن المعتقل لا يستطيع البقاء ثابتاً. هذه المرة نعم حطّموه. يزيل النقيب حزام سرواله ويربط به بيدرو مع ظهر الكرسي لكي لا يسقط على الأرض. سيبدأ بيدرو بالانتعاش تدريجياً. لكن ظاهرياً يبدو منتهياً...
أعترف أن هذا كان مصدر قلقي عندما كنت حياً: إلى أي حد سأستطيع التحمل؟ لأنه عندما يكون المرء حياً؛ يريد مواصلة الحياة، وهذا دائماً ما يكون إغراءً خطيراً، بالمقابل الإغراء ينتهي عندما يعرف المرء منا بأنه ميت.
بالمناسبة، دعابتي أضحكت العقيد كثيراً، فهو لم يكتف بالضحك، وإنما قال لي: "أيها النقيب، علينا أن نحرص على وجود أكثر من انقطاع كهربائي واحد". النكتة لم تكن جيدة، لكنني ضحكت. ماذا كان بوسعي أن أفعل؟