بعد العودة من رحلة التحصيل في فرنسا وأميركا، منحت المرنيسي مع آخرين الدرس الجامعي السوسيولوجي أبعاداً وزوايا نظر جديدة، إن بتنويع مقارباته وجعلها منفتحة على كل ما كان يعتبر مناطق ظل وحساسية، أو من خلال منح هذا الخطاب جرأة تحليلية.
مياه كثيرة جرت -خلال قرنين وفي جغرافيات كثيرة- تحت جسر الجمال، وهي المياه التي أفادت منها الذائقة الفنية العربية. لكن في المقابل، ظل ضعيفاً إسهام الفنان العربي في حركية الفن، تنظيراً ونقداً، وفي أفضل الأحوال لا يرقى إلى حجم الانتظارات.
في كتابه الصادر حديثاً يوثّق الناقد المغربي لاتجاهات مؤثرة في الفن التشكيلي الآن، مثل فنون التجهيز والإنشاء والجسد، بذلك يكون المؤلّف من المصادر العربية القليلة التي تضع قراءة بانورامية لما وصل إليه الفن في النصف الثاني من القرن العشرين.
كحالة سردية حضرية استثنائية، ظلّ تاريخ مدينة طنجة المغربية مرتبطاً بالأساطير الشفوية والحكايات الشعبية. وفي العصر الحديث، صارت مدينة تحتضن جنون المغامرين والبوهيميين؛ ما أسبغ عليها هالة تخييلية وفانتازية أغرت كتّاب وفنانين بزيارتها مثل بيكيت وماتيس وغنسبرغ.
أربع سنوات في الجامعة كانت كافية لتحويلنا إلى مشاريع معتقلين، سواء عبر بوابة الوطن وظلمه اليومي المتفاقم، أو عبر الورقة الفلسطينية التي أربحت، للأسف الشديد، قطّاع طرق كثيرين من الماء إلى الماء.
يقف الباحث المغربي مصطفى النحال في كتابه "القُدسي والدُنيوي في السرد العربي: دراسة في خطاب المتخيل" عند نموذجين من الرحلات في التراث الإسلامي: رحلة إلى العالم الأُخروي وأخرى إلى الدنيوي ويعقد المقارنة بين مخيّلة كل منهما.
سيقانٌ مُعلّقةٌ، لا تقوى على الطيران، ولا تستطيع أن تلامس الأرض؛ مكان الإقامة والمستقرّ. هكذا يعبّر الفنان المغربي في معرضه "حركات"، بالأسود والأبيض، عن قسوة الخفّة. عشرون عملاً تنتمي إلى زمننا الراهن؛ زمن تزفه الحروب وتتهدده الأوبئة.