مع كل طلعة شمس/ سارينة إسعاف تفوت/ وسّع طريق يا مواطن/ معانا وطن بيموت/ وسّع طريق للجاي/ الجاي مش لينا/ حكم الغراب في الحي/ وعسكر مراسينا/ خلى الفراق عادة/ خلى الوجع مينا..
تابعت الوثب فوق سماء قصر النيل، ها هم الثوار يسيرون لماسبيرو، جثامينهم بين الإسفلت ومجنزرات العسكر، مات مينا دانيال، يصطحب جسدي معه نحو السماء، الثوار يلجأون إلى محمد محمود، يحتضنون ما تبقى من الحلم، الدخان كثيف، لم أعد أرى شيئاً..
هذا الرئيس ليس منكم، هذا الضابط ليس منكم، هذا الرجل المتخم بالمليارات ليس منكم، هذا القاضي ليس منكم، هذا الإعلامي، كلهم يزدرونكم، أنتم في أعينهم رعاع لا تستحقون إلا ما يفيضون به عليكم إن فاض
كم دفعت أنت منذ أن جئت إلى هنا؟ لا تحسب، فإننا توقفنا عن حساب أعداد النعوش التي حملتها الأكتاف منذ ثورة يناير إلى يومنا هذا، فأي سفه هذا الذي يحملك على حساب النقود التي دخلت جيوب الحراس.
تلك هي وطنيتنا أيها البائس، أرأيت كيف تقتلنا وتقتل أبناءنا من بعدنا إن سمح لنا نظامك بإنجابهم؟ شتان بينها وبين وطنيتك التي تستسهلها في التصفيق لضربة جوية لا تعرف تفاصيلها ولا تبعاتها والتهليل لمشاريع ندفع ضريبتها معاً.
مضروب/ على رمالِك/ تعودي يا قمح القلوب/ لجدورك وسلسالِك/ وتعود يا طمي النيل/ تخصب ضهر وادينا/ وتعود يا قطن النيل/ وتميل على إيدينا/ وتعودي يا جنينة/ الديار فرحة/ ونعلق الزينة/ وتلبسي الطرحة/ وتعودي يا شمس الريف.
ينفض التراب عن وجهه ثم يقف ليتلقّى عزاء أصدقائه الأموات فينا"، هذا هو الموت الذي يعرفنا، ويبدو مريحاً لمن يعرفونه، فيا أيها الراحل، هنيئاً لك ما صبوت إليه، ويا أيها الموت ارثنا عند من سبقونا، وأمهلنا حتى نبتسم.