إسرائيل لاتريد إقامة دولة فلسطينية؟ ويمكننا، هنا، أن نشدّد على أن إقامة الدولة الفلسطينية، لتريح الشعب الفلسطيني وتعطيه الكرامة التي هو بحاجة إليها، من شأنها أن تضع حداً لما يعاني منه الشرق الأوسط، والعالم بأسره من مشكلات مرتبطة بالقضية الفلسطينية.
تميّزت حملة المرشح الديمقراطي المحتمل في انتخابات الرئاسة الأميركية، بيرني ساندرز، بمقدرةٍ على جذب شرائح عديدة، خصوصاً من الشباب الذين يقترعون للمرة الأولى، والذين وجد كثيرون منهم فيه من براعة ومواقف تتميّز بخطاب نقدي في السياسة الداخلية والخارجية.
الاستفزاز الذي فرضته صفاقة نتنياهو عند إعلانه الجولان جزءاً من إسرائيل ومضيفاً "إلى الأبد" جدير باستعادة وحدة الشعب السوري، كما استعادة نعمة المواطنة وحقوق الإنسان، من خلال جرأة نقد الذات. عندئذٍ، تستعيد سورية مناعة وحدة شعبها كما حريتها الديمقراطية.
سوف يرافق مفاوضات جنيف غصة في نقد الذات، وتشدد متبادل في نقد الآخر، لكن لجوء الطرفين لمثل هذه الممارسة يسهل فتح عملية التفاعل، بما يؤدي إلى تذليل الصعوبات، وتجاوز التحديات، لتسريع معالجة الوضع وتعقيداته، وتسريع عودة اللحمة بين الشعب السوري.
برز مرشحون جمهوريون للرئاسة محسوبون على أقصى اليمين المتطرف، من أمثال دونالد ترامب وتيد كروز اللذين أخرجا الحزب الجمهوري من تقاليده السياسية المعهودة، وأدخلاه في متاهات عنصرية متشددة.
إذا استمرت إسرائيل في تحدّي قرارات الأمم المتحدة وخرقها. عندئذٍ، لا مفر من أن تكون السياسة الإسرائيلية الحالية المتصفة بالعدوانية على شعب فلسطين مكلفة في علاقات إسرائيل مع المجتمع الدولي، وخصوصاً مع الدول العربية، وبصورة أكثر خصوصية مع مصر.
التأييد الظاهر والتام لإسرائيل من المرشحين للرئاسة الأميركية لم يخل من انتقاد للفلسطينيين، مع إدانة واضحة وقوية للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، مع العلم أن عبارة احتلال إسرائيلي لم ترد على لسان أي من المرشحين الذين تحدثوا في مؤتمر"الأيباك".
هنالك قناعة بأن لا حلّ للأزمة السورية إلا بالوسائل السياسية. وعليه، فإن مفاوضات جنيف تشكل المسار الأنجع لإيجاد الحلول السلمية لهذه الأزمة المستعصية التي نأمل أن تجد حلها في المستقبل القريب.
يجب أن تكون نتائج ما يتم في جنيف ملهماً وموضع ثقة، بحيث تسهل المرحلة الانتقالية وتسرّع في العودة إلى الحياة الطبيعية والاستعداد الدولي، لتقديم المساعدة والمساهمة في إعادة الإعمار، من تمويل وتنفيذ.
خيبة نتنياهو المفتعلة من "صديقه" كاميرون وسيلة يتقنها رئيس الحكومة، لكنها ليست جديدة. فقد اعتادت إسرائيل على ممارستها، لإسكات من تبقى ممّن اعتادوا على الوقوف إلى جانبها. ذلك أن نتنياهو أدرك أن إسرائيل باتت في حالة عزلةٍ متنامية.