لا ينبغي أن يمر درس عين العرب "كوباني" مرور الكرام، فالسوريون جميعاً، بما فيهم الأكراد، يجب أن يدركوا اشتراكهم بالمصير، وأن سورية للجميع، وتتسع للجميع، وأن الثورة قامت لتكون سورية للجميع، من دون إقصاء أو تمييز.
حتى نوقف دخول الشباب السوري إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، داعش، ينبغي تغيير الظروف الموضوعية، أي إزالة الظلم، ولجم الميليشيات الطائفية والغزاة العابرين للحدود المتسلطين على رقاب السوريين، وتقديم دعم حقيقي للثورة السورية، وتقبل أصحاب التوجه الإسلامي المعتدل.
شعور الأكثرية بالظلم يدفعها إلى اتخاذ قرارات صعبة، قد تكون غير راضية عنها، فتقديم أميركا الدعم للمالكي ثم للأكراد، وقبل ذلك للأسد، بمنعها تسليح الثوار بالسلاح النوعي، ذلك كله يعزز نظرية المؤامرة في العقل الباطني للأكثرية.
أُريد لأهل عرسال اللبنانية الحدودية مع سورية أن يدفعوا فاتورة دعم الثورة السورية، ولمّا كان ذلك صعباً على النظام السوري وحلفائه، أُريد توريط الجيش اللبناني في معركة غير ملائمة، فما يحدث أعد في ليل معتم، جزءاً من مخطط لإحراق المنطقة.
لماذا يسمح الغرب لتنظيم داعش بالتمدد، ولماذا سمح لما يسميه الإرهاب الإسلامي بإقامة دولة، ولماذا يسمح بإقامة خلافة إسلامية بجوار حليفته إسرائيل، ولماذا لا يحارب الغرب تنظيم داعش؟
بيعة بعض وجهاء العشائر السورية لتنظيم داعش في مناطق سيطرته، تحمل أخطاراً مستقبلية لا يتناولها أحد، فهي تشكل شرعنة وفتحاً لباب الانضمام لقوات داعش أمام فتية وشباب عشائر هؤلاء الوجهاء المتلونين في مواقفهم المتأرجحة بين الأسد وداعش وضد الثورة.
الأسد والمالكي يدركان أن حل حالة التطرف يبدأ بزوالهما، لكنهما فضلا للأسف بقاءهما في السلطة على بقاء الدولة، فعلى المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي التعامل معهما كزعيمي عصابة، لا كزعيمين سياسيين، لأنه بوجودهما لن يكون من السهل حل معضلة التطرف.