أخبرتني أنّ قلبها مقبوض. كان هذا أكثر من كافٍ كي أعلم أنّ الحلم قد دقّ أبواب جهنم فانفتحت على غاربها. في ساعة كتلك، تتحوّل الحواس الخمس إلى نقمة؛ عندما تستطيع أن تميّز صوت الطّائرات تحصد مصلّيّ الفجر في مسجد بعيد...
لم أكن أحمل في الجيب الدّاخليّ لمعطفي الشّتويّ سوى محفظةٍ وضعتُ فيها بطاقةَ هويّتي وورقةً نقديّةً واحدةً وبنسًا إيرلنديًّا ـ أحمله من باب الخرافة، منذ زيارتي الأولى لدبلن قبل عشر سنوات ـ وجواز سفر ابنتي الصّغيرة الأميركيّ منتهي الصّلاحيّة.
تجمّعنا في إحدى زوايا المطبخ المعتم بعد مسح أمني عاجل للمكان، وتحت ضربات القذائف وأزيز الرّصاص واهتزاز المبنى، تم اختزال وجودنا في فكرتين مترابطتين: الخوف من الموت، والحاجة لدخول الحمّام.