منعت الرقابة في لبنان عرض الوثائقي الإيراني "الأكثرية الصامتة تتكلم" ضمن مهرجان "الثقافة تقاوم". يتناول الشريط أحداث "الثورة الخضراء" التي اندلعت في إيران عام 2009، ومحاولة المتظاهرين فضح قمع السلطات المحلية، وخرق التعمية الإعلامية الرسمية عن طريق وسائل الاتصال الاجتماعي.
يوثّق الشريط السوري "بلدنا الرهيب"، لمخرجيه محمد علي الأتاسي وزياد حمصي، الرحلة الشاقّة إلى المنفى لمواطنهما، الكاتب المعارض ياسين الحاج صالح. عملٌ يتعرّض لدور المثقف في أتون الحرب ومن قبلها الثورة. معضلة لا يُحسد أحدٌ على التصدّي لها.
يعتمر فواز حداد في "السوريون الأعداء" قلنسوة الروائي المؤرخ، ليسرد علينا حكاية ما قبل "اليقظة"، كي لا تفوتنا ثانية أشباح كابوس دهمنا في سباتنا الفائت، فننجرّ، ونحن ننزع بالدم العمشَ عن عيوننا المفتوحة من جديد، إلى ظلمة كهفنا الأول.
يقارب فيلم "لا" لـ بابلو لارين كواليس صناعة الإعلان السياسي الذي ساعد على إنهاء الديكتاتورية في تشيلي. مشاهدته في بيروت ضمن أسبوع لـ"أفلام المواطنة" لا تمر دون "التماعات" و"إحالات محلية" أمام ذاكرة مشاهده العربي.
ما معنى إقامة معرض كتاب في دمشق هذه الأيام سوى المشاركة، ولو عن طريق البروباغندا، في قتل السوريين؟ "اتحاد الناشرين السوريين"، صاحب الدعوة، مثال مناسب عن عقلية المؤسسات الثقافية التي ولدت ونمت في أحضان نظام الأسد.
لم تحل الأوضاع الأمنية إياها هذا العام أيضاً دون لقاء الموسيقيين إبراهيم معلوف ومولاتو أستاتكي بجمهور "مهرجان بيبلوس". مزاجان استثنائيان للجاز، لبناني فرنسي، وأثيوبي أميركي. ربع الصوت الشرقي على آلة الترومبيت الغربية، وارتجالات ايقاع "الفيبرافون" و"الكونغاس".
ينطلق الأسبوع المقبل "مهرجان كابريوليه للأفلام القصيرة" على مدى يومين، حيث سيعرض 25 فيلماً يستضيفها الشارع الروماني في مدينة جبيل اللبنانية، مع توقعات بعدم إثارة حساسيات الرقابة المحلية كما جرى في النسخة البيروتية من التظاهرة السينمائية المستقلة.
"أبو نضارة" مجموعة سينمائية تأسست في 2010، وتمتاز إلى جانب أمور كثيرة بالجرأة العالية على المكاشفة، وتقديم مقاربة نزيهة لصورة الواقع مهما بلغت درجة مرارته. "يوميات الزمن الحاضر" تعاند البكائيات الدراجة، وتنحو إلى مكاشفة تحرج البروباغاندا على المقلب الآخر.
أمتع "غاليري صفير-زملر" رواده بمحاضرة فريدة تحت عنوان "العربية يا أمي" قدّمها جاك الأسود، استناداً إلى التجربة الخاصة (والمغيّبة) للفيلسوف اللبناني كمال يوسف الحاج (1916-1976)، الذي سعى إلى تكرّيس العروبة اللغوية فلسفياً. المحاضرة بدت حدثاً نادراً في "عاصمة الفرنكفونية" الثالثة.
لم تثنِ حرارة الطقس في لبنان، أو التوتر السياسي القائم مهرجان "صيف مسك" من تدشين سنته الأولى بثلاث أمسيات موسيقية، عبر توليفة من أنغام السالسا، والألحان الغجرية، والهاوس، مع ألمع موسيقييها المكرسين: يوري بوينافينتورا (بيدويا)، وغوران بريغوفيتش، وجون مارتن.
