يرحل الأبنودي من هُناك، لكنّهُ مازال هُنا، يكتبُ، ويقرأُ، ويستمعُ لنشيد الفقراء. ها هو يتأمّلُ ذاتهُ فيهم، ومن شرفة بيتهِ في الإسماعيلية، يتنفسُ هواء مصر اللطيف كأهلهِ، عاش هُنا ومات هُنا، وما يزالُ الشعر يناديهِ.
الاغتراب المر هو ذاك المخيم الحنون القابع في الضياع السرمديّ بين الحقيقة والزيف، وما بين حدودٍ هُنا وموتٍ هناك، وراء الشوك وأمام شقائق النعمان على طول المسافة حتى فلسطين.