ربما يوجد اتفاق سياسي في العراق على عدم تمرير الموازنة بغية إحراج الحكومة، ورئيسها حيدر العبادي، انتخابياً من بعض الكتل السياسية التي تريد إعادة ترتيب أوراقها الانتخابية، سيما وأنّ هناك كتلا سياسية يمكنها إكمال نصاب أي جلسة تريد.
يلوح في الأفق تغليب مشهد عدم الاستقرار السياسي على صعيد الحكومة المحلية لنينوى، بعد تحرير الموصل، وقد بدأت ملامح ذلك بالظهور حتى قبيل التحرير، من خلال دعوات إلى استجواب المحافظ، وثم إلغائه وتشكيل تكتلات سياسية جديدة داخل مجلس المحافظة.
هل كان الانقلاب من تدبير أردوغان، أم إنه تمكن من التعامل معه وتوظيفه للإطاحة بالخصوم؟ أيّاً كان الجواب، فإنّ عدد من تم اقصاؤهم بسرعة، يوحي بأنّ هناك عملية إعداد مسبقة لعزلهم، ولا سيما قادة الجيش.
قد يكون الربط بين ترشيح ترامب وتصريحاته المناوئة للإسلاميين وبين الخلافات الحادة التي تعصف بالأحزاب السياسية الإسلامية في العراق وتركيا، مجرد هواجس لكن ما تجدر الإشارة إليه أن تصاعد الخلافات والانشقاقات بين هذه الأحزاب الإسلامية، ويمكن للمراقبين تشخيصها بدقة وعلمية.
تكاد تتفق الكتل السياسية على أن لا تتم الموافقة على تغيير أيٍّ من وزرائها إلا بعد أن يقدم العبادي تقييماً لعمله، وسبباً مقنعاً لإقالته وتغييره، لا أن يكون تغيير لأجل التغيير، وهو ما لم يقدمه العبادي حتى ساعة كتابة المقال.
سعى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من قرار الانسحاب إلى إظهار قدرة بلاده على صنع معجزة روسية في حل الأزمة السورية سلمياً وسياسياً، بتفاهمات واتفاقات مع واشنطن، بحيث يرحل الأسد في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بعد أن تقبض روسيا ثمن ذلك.
لن يعيد التاريخ نفسه بسبب الدعم الذي يتمتع به خيدر العبادي من التحالف الدولي، على الرغم من كثرة خصومه ومعارضيه داخلياً، وسيستعيد الدعم الشعبي، وربما المرجعي له، بعد طرحه مشروع التعديل الوزاري الذي توعد به رؤوساً كبيرة.