من يسيّر أميركا، هو القانون، لذا لا أجد غضاضة من القول: إن الشرطي لديهم أهم من الرئيسِ الأميركيِ، مثلاً من خططَ لاغتيالِ الرئيس الأسبق، رونالد ريغان، عوقبَ بالسجنِ على فعلتهِ، لكن من يجرؤُ على قتلِ شرطيِ فإنّهُ يعدمُ مباشرةً.
يمكن القول، إن الحكومة الأردنية لا خيارات كثيرة لديها، فتحرير الملازم الطيار معاذ الكساسبة، لا يتم بالأغاني الوطنية، أو ببيانات خاوية من المبنى والمعنى، بل بتفكير عقلاني منهجي مدروس، يدير الأزمة بحرفية عالية.
القيادة الشرعية، التي تتظاهر، بحفاظها على حق الشعب الفلسطيني بالوجود، وتقرير مصيره، وحمايته، والدفاع عنه، وتدعو إلى سياسة إعمار القطاع، تعمل بالتزامن مع ذلك، على إفشال مشاريع المصالحة بين الأطياف السياسية الفلسطينية، والتصريح بعدم الرغبة، في عودة حماس.
لا شك أن الاعتراف بقيام دولة فلسطين، ضرورة مهمة جداً، لدى السيد محمود عباس الذي يراها وسيلة لاستعادة شعبيته، دولة تستمد قوتها من مساندتها عصابات دايتون المبنية على سياسات التنسيق الأمني سيئة الصيت.
بعد هجوم ساكب، لم تقم قائمة لأي مستوطنة في شرق الأردن، لكن هذا لم ينف وجود أسماء اتصلت بالوكالة اليهودية، وتواصلت معها، بهدف بيعها الأراضي، إلا أن محاولات هؤلاء تكللت بالفشل والعار الذي لم يُنس إلى اليوم.
لو عدنا إلى غالبية المقالات، التي كتبها أصحاب السعادة النواب، والمسؤولون المتقاعدون، لوجدنا أن كل قضية تم تناولها والكتابة عنها لقيت نوعاً من الإهمال المباشر، بعد النشر، وكان المقال أسلوباً متبعاً لصرف الانتباه عما هو أعظم.
وصف علاقة الأردن وإسرائيل بالمضطربة، نتيجة لالتهاب الإقليم، لا يتناسب مع حقيقية العلاقة الأردنية ـ الإسرائيلية، فوجود إسرائيل في المنطقة، منذ البداية، كان، وما زال، وسيبقى العنصر الأساس لاضطراب الإقليم واشتعاله.
إذا استمر الحال كما هو، فبغداد عاجلاً أم آجلاً ستسقط بيد قوات الدولة الإسلامية "داعش" سقوطاً يعيد تشكيل الخارطة، والخطط، والأحلاف، والنظرة لها، لذلك فالآن هو وقت التنبه والحذر.
إن أرادت واشنطن التخلص من "داعش"، لا بد لها أن تتخلص في تفس الوقت من دعمها المتصل للأنظمة الديكتاتورية والانقلابية الموجودة في المنطقة، فالإرهاب لا يتجزأ، وليس هناك وجه إرهاب جميل وآخر قبيح.
يختلف بريجينسكي اختلافاً كلياً عن أقرانه من أمثال برنارد لويس، وفوكوياما، وصموئيل هينتنجتون. فهو أكثر واقعية، خصوصاً بعدما فشلت معظم مشاريع المفكرين السابقين.