أصاب مجلس الأمن الدولي الإخفاق في التصويت على أيّ من القرارات الثلاث التي طرحت بشأن مجزرة خان شيخون نتيجة الهجمات الكيميائية، وظهرت جلسة مجلس الأمن كأنها مجلس عزاء، بحضور كل المشاركين في المقتلة السورية وغياب "أم الصبي" القتيل.
يعيش السوريون نتائج كارثة غير طبيعية، وهي ليست حربا بين جيوش نظامية لقوى عظمى، بل شكل مستحدث لعنف عبر وكالات تديرها مكاتب فارهة، لمجرمين يرتدون أزياء أنيقة، يحكمون من مناصب رفيعة، ويتواصلون عبر أحدث وسائل التواصل الرقمي.
يأتي الجميع إلى جنيف على سكة واحدة، يقيس تقدّمه وخطواته بالأمتار والسنتيمترات، في لعبة السياسة التي ليست لعبة كالألعاب، لها قواعد واضحة، ونحن بسذاجة عديم الحيلة الذي يميل إلى طرف أكثر من طرف، نتابعها كأنّها رياضة أخلاقية، ونغضب لتجاوزاتهم الأخلاق.
كان للفشل التنموي في الدول العربية، على مدى عقود ما بعد الاستقلال من الاستعمار، العامل الحاسم في ظهور أزمات اجتماعية وأمنية وسياسية مستديمة، منعت التنمية والتحوّل الديمقراطي وساهمت في تفشّي البطالة وزيادة رقعة الجوع والفقر.