أحلام رحومة (تونس)

هل البعثة الأممية، ومن ورائها أميركا لا تستطيع إصدار قرار يمنع الطيران في الأجواء الليبية؟ ولماذا لم تتجرأ حكومة الوفاق الوطني على اتخاذ قرار يطرد السفيرين، الإماراتي والسعودي، وسفراء الدول الداعمة لحفتر في ليبيا؟ هل هناك ما يمنع ذلك؟

لقد حاد التحالف العربي عن مهامه، وأصبح تحالفا ضدّ اليمن. الإمارات يصدق عليها المثل "إن لم تستح فافعل ما شئت"، حيث أصبحت عنصر هدم في كل أصقاع الأرض. فهل أصبحت شرّا لا بد منه؟ أم أصبحت سرطانا ينهش جسد الأمة؟

مؤتمرات سِمتها البذخ، ولا طائل منها في الوقت الذي يعيش فيه 32% من المصريين تحت خط الفقر. والله إنه الخزي والعار. مؤتمرات للشباب في الوقت الذي يعدم فيه خيرة شباب مصر شنقاً وإعداماً بأحكام جائرة، وتلبية لطموحات سياسية لا غير.

نحذر من التخمة السياسية وما ستجره وراءها من تخمة إعلامية، تحاول بشتى الطرق تبييض صورة مرشح رئاسي في تونسي على حساب آخر، والوقوف خلف حزب على حساب آخر في انتهاك سافر لكل المعايير والأخلاقيات المهنية.

مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، منحاز بشكل من الأشكال إلى اللواء المتقاعد خليفة حفتر. هذا ما أثبتته الأيام والتسريبات من اجتماعاتهما. المضحك أنه يدعو إلى وقف القتال بمناسبة العيد. هل طلب ذلك من المعتدي وليس المعتدى عليه؟

سلمان العودة، لله درّ الثابتين على مبادئهم، هو ورفاقه المعتقلون من علماء ومفكرين، أرادوا إصلاحا في بلدهم العربية السعودية. وجهت له 37 تهمة، وإلى جانب تغريدته إبان حصار قطر، كان يدعو إلى إنهاء تهميش المواطنين الشيعة في السعودية.

حدث في تونس، البلد العربي الصغير، أن لا وجود لجنرالات على الشاشات ووسائل الإعلام. ها هي الأجواء عادية وتستمر الدولة ومؤسساتها في العمل إلى جانب سلاسة انتقال السلطة سلمياً إلى رئيس مجلس النواب، يعني أنها سلمت لأيادٍ مدنية.

تمتلك ليبيا ثروات باطنية، وتملك الكفاءات لإدارتها وتطويرها والنهوض بها، وذلك بدأ بعد قيام ثورة فبراير وإسقاط الطاغية معمر القذافي، حيث سعى الليبيون إلى بناء دولة مدنية. لكن هناك من لم يرُق له الأمر، فقاد ثورة مضادة لإجهاض الربيع الليبي.

أصبح بعض الإعلام في تونس جزءاً من غرفة العمليات التابعة للعصابات السياسية، ومدعوماً بالمال الفاسد، الذي أفسد البلاد والعباد، لذلك لم يعد يصدقهم أحد. لأنّ المتلقي لم يعد غبياً أو عبيطاً أو مغفلاً، بل أصبح يحلل ويناقش ويفكر.

قمة في ظل استمرار تشتت جامعة الدول العربية، وفي ظل انهيار كامل لمجلس التعاون الخليجي، وانهيار السياسات العربية في ملفات حساسة عديدة. ماذا ستضيف هذه القمة؟