الحكومة العراقية التي تتغنى بالسيادة الوطنية المفقودة أصلاً، طاولها الحرج أيضا حتى بات يفضحها الحديث عن السيادة، من حقيقة انتهاك الطيران الإسرائيلي الأجواء العراقية في مقابل عجزها عن الرد.
ليست القضية بعدد الجثث في منطقة جرف الصخر في العراق، بل بطبيعة الجريمة، وبهوية الضحايا، وكيف قتلوا ومن قتلهم ومتى؟ هناك صعوبة في الحصول على إجابات شافية من حكومة عادل عبد المهدي، فالأمر يتعلق بملف المغيبين المفتوح من دون حل.
طالب بعضهم بمحاسبة القائمين على حفل افتتاح بطولة غرب آسيا، بزعم تعارضه مع قانون "قدسية كربلاء"، المرفوض شعبياً، والذي "يجرّم" أية أجواء احتفالية أو سماع الأغاني في الأماكن العامة، كما يحظر دخول النساء غير المحجبات إلى المدينة.
ما يجري في العراق لا يستحق انتفاضة وحسب، بل ثورة عارمة ومحاكم شعبية تقتص من رموز الفساد. ولكن يبدو، وللأسف، أن جلود هذه الرموز خفيفة يمكن تبديلها بسهولة، بينما جلد الشعب العراقي سميك، إلى درجة أنه يتحمل سياط رموز الفساد.
لم يردّد العراقيون هذا الهتاف (بالروح بالدم نفديك يا صدام)؟. هل هو حنين إلى الحقبة الماضية، أم مطالب مشروعة بعودة العراق إلى وضعه الطبيعي، بعد أن مزقته سياسات الأحزاب الدينية على مدى ستة عشر عاما؟
قدم رئيس وزراء العراق الأسبق، نوري المالكي، تعريفاً جديداً للكذب، حينما أضاف كذب الأفعال إلى كذب الأقوال، حين زعم أن "انسحاب" الجيش من الموصل أمام تنظيم داعش كان طائفياً، لأن 90% منه من المكون السنّي، وأن هناك حركة رتبت الانسحاب.
بدأ تيار عمار الحكيم في العراق العمل بتمتين علاقته مع تكتلات، "النصر" بزعامة حيدر العبادي، و"الوطنية" بزعامة إياد علّاوي، و"القرار" بقيادة أسامة النجيفي، إلى جانب الأكراد. ويأمل الحكيم بالتأثير في الحراك المرتقب في الجنوب، أي ابتزازاً مع سبق الإصرار والترصد.
تأتي الحرائق في العراق التي يمكن وصفها بالحرب التي تستهدف الاقتصاد العراقي ضمن سلسلة حوادث مماثلة، حيث سبق ذلك كارثة نفوق الأسماك وتلف محاصيل الطماطم، وجميعها منتجات كان العراق على وشك إعلان اكتفائه الذاتي منها.
أثبتت تحقيقات اللجنة النيابية التابعة لمجلس النواب العراقي تورّط رئيس الحكومة الأسبق، نوري المالكي، في حادثة تسليم المدينة لتنظيم داعش عام 2014. وبينما تمت إقالة محافظ نينوى السابق، أثيل النجيفي، واتهموه بالإرهاب، تركوا الفاعل الأساسي (المالكي).
ما يجري في العراق الذي يحكم من خارج الحدود ليس محض مصادفة أو أخطاء كما يزعمون، فالنهج التدميري الذي تمارسه توابع الاحتلال يلقي بظلاله على حاضر البلد ومستقبله
