الوضع الفلسطيني معقّد جداً، ولأسباب متعدّدة، أولها الخلاف الداخلي حول اتفاقية أوسلو وتبعاتها، وهنا يظهر العامل الإسرائيلي الذي يضغط باتجاه عدم تحقيق أي وحدة فلسطينية. وما زالت إسرائيل تخيّر محمود عباس بين حماس وبينها.
المقاومة الفلسطينية قدّمت الدليل على أنها قادرة على الصمود أمام آلة الحرب الصهيونية أكثر ممّا تصمد جيوش الأنظمة العربية، وعلى أن هذه الأنظمة، بضعفها وعدم امتلاكها الإرادة، جعلت جيش الاحتلال "لا يقهر"، ويعتقد أنه لا يمكن التغلّب عليه.
كل هدنة، أو اتفاقية توقع مع دولة الاحتلال، تعتبر دائماً لمصلحتها، ولإطالة عمرها وتقويتها لفرض شروط الذل والاستسلام على الأطراف العربية، لكن المقاومة اليوم تقول إن زمن تعنت الاحتلال وجبروته ولّى إلى غير رجعة.
العالم العربي، والعالم الذي يدّعي أنه حر، تركا غزة وحدها أمام آلة الحرب الإسرائيلية، التي تنفّذ الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وها هي الضفة تقول لهم إن غزة ليست وحدها، نحن شعب واحد، وجرحنا واحد، ونضالنا واحد ضد عدو واحد.
التحريض على الإخوان المسلمين في مصر، انعكس على التعامل مع حركة حماس، ودأبت وسائل إعلام مصرية ووجوه فيها على تأجيج هذا الكره ضد حركة حماس، من دون التفكير بأن هناك عدواً يتربص بكل الدول العربية.
بإغلاقه معبر رفح، فإن النظام العسكري في مصر أنشأ وضعاً شاذاً واستثنائياً مخالفاً للقوانين الدولية، خصوصاً في الظروف الاستثنائية التي يفترض بدول الجوار فيها فتح الحدود، للسماح للهاربين من الحرب اللجوء من ويلات الحرب.
الضغوط والصعوبات على كاهل الشعب الفلسطيني كثيرة، تهدف إلى ثنيه عن مقاومة محتليه. فالغرب يدعم إسرائيل، والعرب يهملون فلسطين، والسلطة الفلسطينية تحافظ على أمن الاحتلال، لكن المقاومة ماضية في طريقها، والفلسطينيون من ورائها.
أصبح الشعب الفلسطيني متقدماً على قيادته، يعبر عن موقفه بالانتفاض ومقاومة المحتل، وعدم مهادنته لانتزاع الحقوق، بينما السلطة تراهن على خيارات عدمية، واستسلامية، وليس في يدها شيء مقنع تقدمه للشعب الفلسطيني في مختلف أماكن وجوده.