عبد الحفيظ العمري

هو واحد من رجال الحارة المشهورين، لكنه يرى نفسه فوق الخلق، فتراه شامخاً بأنفه، وهو يمشي في تبختر يليق بطاووس وليس بإنسان جاء من ماء مهين. ما حكايته؟

إنّ الدنيا مسرح كبير، يعج بالأحداث والوقائع، وها نحن الممثلين نتابع فصولها المتنوّعة ما بين الملهاة والمأساة، حتى لا نكاد نفرّق بين ملهاتها ومأساتها.

رئيسك في العمل يكذب لكي يظلّ في منصبه، وزميلك يكذب لينال حاجة سريعة، والمجتمع يكذب لأنّ الساسة علموه هذا، ووسائل الإعلام تكذب لأنها تأتمر بأمر السياسي.

إنّ تطبيل شعوبنا وتصفيقها ومحاباتها وخنوعها لحكّامٍ لم يبنوا دولاً حقيقية، ولا اهتموا بأمر شعوبهم إطلاقاً، هو ما فرعن هؤلاء الحكّام علينا.

كلّ ما نعرفه عن أنفسنا وذواتنا اليوم أنّنا لم نعد نتجه إلى الهاوية، لأنّنا نسكنها منذ زمن بعيد، ويقف على أبوابها حرّاس يحرّكهم الريموت كونترول من الخارج.

كشفت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، والتي تطورت إلى حرب شاملة على لبنان لا يزال أوراها مشتعلاً حتى اليوم، عن مدى هشاشة الحياة العربية المعاصرة!

منذ بدأت الحرب الإسرائيلية ضدّ قطاع غزة ونحن نسمع عن قواعد الاشتباك، وهي القواعد التي لم تلتزم بها إسرائيل نهائيًا، فلِمَ تلتزم بها جبهات الإسناد إذن؟

نقولُ في حبّ النبي الكريم محمّد خُطباً بلا حدٍّ، وننظمُ القصائدَ العصماءَ في تعظيم مكانته. لكن هل نتمثّل قيمه والمعاني التي مثلها في حياته؟

في الذكرى الخامسة والعشرين لرحيل الشاعر اليمني، عبد الله البردّوني، ارتأيتُ أن أتنحى جانباً عن الكتابة، وأتركه هو يتحدّث للقرّاء عن نفسه.

في كل 30 أغسطس نتذكّر رحيل شاعر اليمن الكبير عبد الله البردّوني (1929 – 30 أغسطس 1999م)، ذلك الشاعر الذي عاش للشِعر