في مدينة دوما المحاصرة منذ سنوات، قتل مدنيون بقصفهم بالطائرات الحربية، بدون أن تكون لديهم الفرصة، ليرووا لنا كيف كانوا يمارسون إرهابهم من على منصات وعربات بيع الخضار والفواكه.
في زمن الحروب، ننشغل بالتفاصيل، ويشغلنا تأمين الغذاء والماء والكهرباء، وأساسيات البقاء على قيد الحياة، وتنسينا تلك التفاصيل النظر إلى الصورة الكاملة، وتلك الصورة الكاملة وبشموليتها تثير أسئلةً كثيرة، تبدأ بكلمة لماذا؟
الأسبوع الماضي، وعندما ذهبت لأقص شعري الذي غزاه الشيب، وقبل أن يبدأ أبو نضال بعمله، ويجبرني أثناءه على تقبل آرائه وتحليلاته السياسية للأحداث. فاجأني برأيه حول مقتل أحد القيادين البارزين، والذي وجدتني أوافق عليه وبلا إكراه هذه المرة.
نحن الذين طالما أسرتنا طقوس (الفرح) في المسيحية، وما يقال بمناسباتها المختلفة، وأهمها الزواج، لطالما شدّتنا طقوس (الحزن) في الإسلام، وآيات القرآن الكريم، تتلوها أصوات عذبة، عند الموت، مثلاً.
الفرقة (اللاموسيقية) تعزف لحن الموت والدمار، تتناغم فيه أصوات القصف والقذائف، لتشكل نوتة سيمفونية الوداع، لحن حزين ما تمنياه في وداعهما. التيتانيك السوري فيلم طويل نعيش أحداثه، كان بإمكاننا أن نؤثر في مجرياته ونهايته، ولأن ربّان الخوف يحكمنا، غرقت السفينة.
كيف استطاعوا اكتشاف أمري بهذه السهولة، وبكل ما أملك من قوة، ودفعة واحدة بدأت بالضغط ثانية على تلك الأجهزة المتطورة، مطلقاً أشعتها الحارقة على تلك القناة، خوفاً من أن أجد صورتي واسمي ضمن خبرعاجل.