التحديات صعبة والتركة ثقيلة أمام مجلس القيادة. الصور الآتية من فندق الريتز كارلتون بالرياض، والتي تُظهر قيادات يمنية كانت متباينة في السابق وهي تتصافح وتتبادل الابتسامات، ليست معياراً لنجاح مجلس القيادة. الميدان هو المحك الحقيقي لنجاح التجربة.
على وقع بدء العام الثامن من الحرب، يبدو اليمن على مشارف منعطف حاسم لمنح السلام فرصة، انطلاقاً من باب "الهدنة الإنسانية" المطروحة في شهر رمضان المقبل. مع ذلك، يتشبث الحوثيون بسلاحهم وبنواياهم في حكم اليمن.
يمتلك اليمن تاريخاً طويلاً مع المشاورات التي تفضي إلى حروب، لكن أن تكون التحضيرات لمشاورات الرياض المقرر انعقادها أواخر الشهر الحالي، بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، فهذا أمر لا يبعث على الاطمئنان إطلاقاً.
عقوبات آخر زمن الهزلية، والمواقف الكلامية لا تنزع فتيل الحروب، وبيع الوهم للشعوب، عملة مضروبة لا تكبح جحافل الدبابات والحشود العمياء التي تعتقد أن لديها أوامر من السماء لتنفيذ أهدافها مهما كلف الأمر.
الأزمة الأوكرانية خطفت أنظار العالم، وجعلت اليمن منكوباً مرتين. كارثة داخلية وتجاهل دولي قد يجعلان التهديدات الأممية بخطر وشيك للمجاعة تتحول إلى حقيقة ملموسة خلال هذا العام المشؤوم.
الإصلاحات الجادة ينبغي أن تبدأ بإعادة هيكلة مؤسسات الدولة. يجب تشكيل سلطة حقيقية تعيد للمواطن الثقة بمؤسسات الدولة النزيهة، لكن هذا لن يتحقق ما دام سرطان الفساد قد انتشر في رأس نظام الحكم.
تبدو مسألة بقاء المواطنين اليمنيين على قيد الحياة، وسط كمّ كبير من الأوبئة والفيروسات والأمراض الفتاكة، أكبر من معجزة، وخصوصاً في ظل الإهمال المريع والجهل الصحي الفاضح من السلطات الصحية والطواقم.
بعد مرور 11 عاماً على ثورة 11 فبراير اليمنية، تستمر حملات شيطنتها، لا سيما من حزب المؤتمر الشعبي، وسط صياغة تحالفات حزبية جديدة تحت عنوان مواجهة "الانقلاب الحوثي"، وإن كان ذلك على حساب مبادئ الثورة.