سواء تميّز الأمين العام الجديد لحزب الله بأسلوب أكثر تشدّداً أو مرونةً مقارنة بسلفه، ستفرض عليه الظروف إيجاد السبل الكفيلة بالحفاظ على الحزب، ليتجاوز أزمته.
على الرغم من حرص قوات سريا الديمقراطية و"الإدارة الذاتية" على تمتين التحالفات والاستفادة من تناقض مصالح الخصوم، فإنّ مصير هذه التجربة ليس بأيدي أصحابها وحدهم.
قد يكون بوسع من تبقى من السوريين المؤمنين بالتغيير والساعين إليه حقا التفكير في مقاربات سياسية جديدة، تدفع نحو تشكل حراك شعبي يتجاوز الانقسامات المركبة المزمنة، ويبني على القواسم المشتركة المستجدة، فيكسر اصطفافات فقدت كثيراً من معناها على أرض الواقع.
جاء في ورقة نشرتها مبادرة الإصلاح العربي أن استمرار التدهور في الوضع المعيشي للسكان في الساحل السوري، يزيد من فرص "نشوب احتجاجات ذات مطالب خدميّة أو معيشيّة، قد تتطوّر إلى مطالب سياسيّة وطنيّة، لكنّها ستبقى هشّة وضعيفة أمام السلطة المنظّمة والقوية".
بعد أن وصلت مسيّرات أوكرانية إلى سماء موسكو نفسها، واستهدفت بعض أحيائها، فإنّ المعطيات جميعها تعِدُ بصيف لاهب سيشعل جبهات القتال كافّة، مع احتمالاتٍ متزايدة بأن تمتدّ العمليات إلى ما وراء الحدود، لتصبح أراضي روسيا جزءاً من ميدان المعركة.
لم يكن بقاء نظام الأسد نتيجة صموده، وإنما بفعل تدخّل إيران وروسيا، لكنّ ما ساعدهما على النجاح افتقار المعارضة المسلّحة لغطاء جوي، ومحدودية الدعم العسكري، لاعتباراتٍ تتعلّق بتفاهمات دولية وإقليمية معقّدة، لم تحسن المعارضة السياسية فهمها والتعامل معها.
يقول التاريخ إنّ سورية استعادت استقلالها المفقود أكثر من مرّة، لكنّ الظروف لم تكن بالتعقيد الذي هي عليه اليوم. ومن الصعب الجزم بإمكانية إعادة الكرّة في المدى المنظور، غير أنّ المقدّمة الضرورية لجعل ذلك ممكناً في المستقبل هي الخلاص من الطغمة الحاكمة.
روسيا، إذ تحتفي بالأسد في ذكرى الثورة ضدّه، تريد تأكيد انتصارها في سورية، على هامش تعثّرها في أوكرانيا، وإرسالَ إشارات إلى المعنيين في الإقليم والعالم بأنّها صاحبة الكلمة العليا في الملفّ السوري. لذلك، تحاول تقمّص دور الحكم الذي يضبط التوازنات.
اصبح القصف الإسرائيلي لمواقع ومقرّات عسكرية وأمنية تابعة لإيران ومليشياتها في سورية مسألة شبه روتينية، في إطار سياسة إسرائيلية واضحة في تعاملها مع طبيعة الوجود الإيراني المتنامي في سورية، والذي يسعى لتعزيز دوره على المدى البعيد.