أبو عبيدة.. المقاومة فكرة لا يمكن قتلها
نورالدين خبابه
المتابع اليوم، لما يجري في غزة هاشم من جرائم إنسانية يرتكبها الصهاينة في حق الشعب الفلسطيني كلّ يوم وليلة، وبحماية أميركية وغربية، ويرى آلة الدمار والعنجهية التي حلّت، ومستوى القسوة والحقد والطغيان الذي وصل إليه المحتل الغاشم ضد شعب احتُلت أرضه، وانتُهكت مقدساته، ويرى في المقابل موقف الأنظمة العربية والإسلامية الخانعة أمام الغطرسة الصهيونية المتعاظمة والمتراكمة، ويرى الخدم والمتخاذلين من بعض العرب، يدرك بما لا يدع مجالاً للشك، أنّ الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، المكلّف إدارة جزء من الدعاية الإعلامية المتصهينة، موجود في كلّ البلدان التي ذُكرت، ليس في هندامه، ولا في لقبه، وجنسه، وجسمه، بل في ثقافته وأسلوبه وممارساته ومواقفه وإدارته، في الإدارات والأسواق والمعاملات، بل فوق المنابر يخطب، وفي القنوات والصحف يكتب.
إنّ رفض الظلم فطرة فطرَ الله الناس عليها، ونراها في أعين براءة الأطفال، ولهذا فإنّ الناطق باسم كتائب القسّام في غزة اليوم، أبو عبيدة، موجود في كلّّ حيّ من الأحياء العربية والإسلامية، حتى لا أبالغ في القول، بل وأضيف أنّه في كلّ بيت. وإنّ مسألة تحرير فلسطين، ليست حلم شخص، أو حركة، أو تنظيم، بل آية من آيات الله تؤمن بها أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وستتحقّق لا محالة مهما بلغ عتوّ الآلة الصهيونية، ومهما تواطأت معها الأنظمة الغربية والعربية الخائنة.
شتّان بين محتل ومقاوم صاحب قضية، وشتان بين إعلام ينوّر العقول بالحقائق وبين إعلام مضلّل وشاهد زور
إنّ أبو عبيدة ليس حزباً، ولا تنظيماً، ولا حركة، بل هو فكرة من أفكار المقاومة المنطقية والموضوعية التي تتزايد وتتراكم كلّما ازداد الحيف والظلم والتمييز والتهميش وازداد العسر. وقد تأكّد العالم العربي والاسلامي على السواء، أنّ أبو عبيدة ليس وحده، وليس محصوراً في بقعة جغرافية معيّنة، ولا تحت الأنفاق، رغم الدعاية الصهيونية التي أرادت أن تختزل الحرب مع حماس وحدها، بل له أنصار في العالم أجمع، والدليل على ذلك تفاعل الشباب مع تسجيلاته، ونبرة كلامه، وكيف يقرؤونها ويحلّلونها، ولا سيما في مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك على الرغم من التضييق الذي وصل إلى حدّ إغلاق العديد من الصفحات. بل أصبح عدد من الشباب مَن يردّد: إذا أردت أن ترفع معنوياتك، فما عليك إلا بالاستماع إلى خطبه.
أخيراً، يمكن القول إنه شتّان بين محتل ومقاوم صاحب قضية، وشتّان بين إعلام ينوّر العقول بالحقائق وإعلام مضلّل وشاهد زور.