إبداع من صنع الخيال
في بعض الأحيان، تدفعنا الحياة لصنع عالم جديد وهمي أوجدناه عبر رسمه في عقولنا. حياة لا يمكن عيشها أحياناً في الحقيقة، وعندما يريد الشخص الهروب إلى مكان أكثر راحة يلجأ إلى هذا الخيال. هذا العالم يمكن العيش فيه بحرية ومحبة وطمأنينة ولا أحد سوف يؤلمك أو يأخذ منك الأشياء الجميلة.
أحياناً أهرب بمخيلتي إلى هذا العالم، أعيش لحظات أفتقدها أو أتمنى أن أكون فيها في الحقيقة. عالمي الذي أتمنى أن أقطن فيه إلى الأبد، لأنه لا يعرف المسافات ولا الأزمان ولا يعرف المستحيل. شعوره غريب، تشعر بمتعة لا تشعر بها في الحقيقة، ومع ذلك فلن تكتمل متعتنا هناك، بالنهاية، إنه خيال وسينتهي بمجرد أن نفتح أعيننا ونخرج من عقولنا إلى دائرة حياتنا المجهدة.
فالخيال نعمة ومن سمات الناجحين.. وبالنسبة لي ملاذي من كل شيء، منها تحقق كل أمنياتك وتستطيع أن تسرح في أي مكان تريده بدون قيود، فقط أغمض عينيك…
ولأن الخيال هو سمة من سمات الناجحين، فإنّ كل الابتكارات التي سهلت حياة البشرية، بدأت من مجرد فكرة صغيرة.
كما يمكن تشبيه هذه الفكرة ببذرة يتم وضعها في بيئة معينة كي تتفتح وتصبح نبتة مكتملة العناصر.
الخيال هو الوعاء الأول الذي تتكون فيه أفكار الإنسان المبدعة، والتي تمكنه من تغيير حياته، وتحسينها وقيادتها إلى ما يطمح إليه.
والإبداع هو كل فكرة جديدة تخدم الإنسان في حياته، وتخرجه من واقعه إلى واقع جديد يطمح إليه. يحتاج الإبداع، الذي يبدأ بفكرة تنمو في الخيال، أن تخرج إلى الواقع، حيث تحتاج إلى عزم وقوة وجهد ومكابدة. فإذا استخلصت كل هذه العناصر، فإن الفكرة المبدعة، سوف تتحول إلى ابتكار، وهذا الابتكار ما هو إلى تحول الخيال إلى واقع.
فإذا ربطنا هذا بواقع التطور البشري، فإن أحلام البشر وخيالهم، الذي كان مرحلة إبداعية من وحي عقولهم. وعند إيمانهم بهذه الأفكار إيماناً راسخاً، مع بذل الجهد والطاقة اللازمة، فإنها تتحول إلى ابتكارات في حياتهم وغيرت واقعهم إلى ما كان مجرد خيال.
يعتبر الخيال أحد أقوى طرق تغيير الواقع إن لم يكن أقواها على الإطلاق. عندما تتخيل فأنت تصنع في عقلك ما يمكن أن يتحقق في واقعك.
وتكمن قوة الخيال في عدم معرفة العقل الفرق بين الخيال والواقع، فكل ما يتخيله الإنسان يصبح بالنسبة إلى عقله واقعاً يعيشه. وعندما يجد بأن الواقع الحقيقي غير مطابق، فإنه يبحث عن أقصر وأفضل الطرق للوصول إلى ما تم تخيله.
عندما تتخيل، فأنت تستعين بقوة أكبر من البشر، حيث تطبيق القوانين الكونية التي أرستها قوة خارقة في هذه الحياة لتطوير الإنسان نفسه عبر الزمن.