02 سبتمبر 2024
إجازة للفتى الكردي جنكو
تَمَرَّدَ أبو النور، ذات مرة، على زملائه في مضافة الحاج زاهد أفندي. لاحظ أنهم، في بعض الأحيان، يمارسون نوعاً من الاستبداد على أي واحد من الرواد الذين تضطرهم ظروفهم العائلية للغياب عن سهرة أو سهرتين أو أكثر..
فقال مخاطباً الحاج زاهد: أخي مرحبا.
فقال مخاطباً الحاج زاهد: أخي مرحبا.
قال الحاج زاهد: مرحبتين.
قال أبو النور: أولاً، نحن نأتي إلى المضافة حتى نمارس حياتنا بحرية.. لو كنا عم نحكي في السياسة كنا هلق كل واحد متسطح في زنزانة، ويمكن الدبَّان الأزرق ما يعرف طريقنا، أما أن تقوموا أنتم بكبت حريتنا فهاي الشغلة الله تعالى لا يريدها.
قال الحاج زاهد: يا سلام. اليوم أخونا أبو النور جاي على باله أن يتفلسف علينا. خيو أبو النور، ومين هو اللي كبت حريتك؟
قال أبو النور: أنتم! كلما غاب واحد من الشباب تذهبون إليه وتعملون له (مقلب) لكي يتوب عن الغياب. وإذا شي مرة تانية خطر له ينقض التوبة ويغيب صار لازم يعد للعشرة. يا أخي اتركوا الناس بحالهم. عيب عليكم.
قال أبو سامي: كلام أبو النور صحيح. أنا البارحة تأخرت في البيت ساعتين، فأرسلتم في طلبي ثلاث مرات، وفي تالت مرة جاءني تهديد بمقلب كبير، فانجبرت أترك أهل زوجتي في زيارتنا وجيت لهون.
قال الحاج زاهد: يا أبو سامي، أنت على الراس والعين. وأنا بعتذر لك عن الذي صار. وأما أبو النور فلنا معه كلام آخر. يا أخي أبو النور قل لي، ومن الآخر، أيش هو وجعك؟ وليش بدك تغيب عن السهرة؟
قال أبو النور: قبلما أقول لك سبب غيابي، اسمح لي أحكي لك عن زميلنا في العسكرية "جنكو" من القامشلي.
ضحك أبو إبراهيم وقال:
- يبدو لي أن أبو النور عم يلف ويدور لسبب واحد، وهو أن نعطيه الدور بالحكي. يا أخي تفضل إحكي، ونحن اعتبرنا مجرد سمّيعة لحضرتك.
قال أبو النور: لما يجي يوم الخميس كنا نحن العساكر المجندين نستبشر، لأن الضابط سوف يوزع علينا إجازات قصيرة مدة الواحدة 48 ساعة. ولأننا كنا نخدم في حمص فإن المسافة بالسيارة من حمص إلى إدلب ساعتان، والرجعة ساعتان، ونمضي مع الأهل 44 ساعة ممتازة. ولكن الفتى جنكو كان محروماً من الإجازات تماماً.
قال الحاج زاهد: ليش؟
قال أبو النور: لأنه لو حصل على إجازة 48 ساعة، ليمضيها مع أهله في القامشلي، فسوف يستغرق 24 ساعة في الذهاب من حمص إلى القامشلي و24 ساعة في العودة، وجنكو ليس مجنوناً حتى يقبل بإجازة يمضيها كلها على الطرقات.
قال أبو فايز: وليش ما بيعطوه إجازة طويلة بحيث يزور أهله ويشبع من شوفتهم ويرجع؟
قال أبو النور: لأن في تلك الأيام كان فيه استنفار، والقيادة العسكرية منعت الإجازات الطويلة. ولكن جنكو في ذات يوم خميس تقدم بإجازة 48 ساعة. فاستدعاه الضابط وقال له باستغراب: ليش يا جنكو تريد الإجازة؟
وأضاف الضابط: على علمي أن بلدك بعيدة وما بتلحق تروح وترجع؟
قال جنكو: يا سيدي الضابط، يوجد خلف السياج المعدني المحيط بثكنتنا العسكرية مكان منبسط، فيه شجرة تين عالية. أنا أريد أن أتجاوز السياج وأجلس تحت شجرة التين 48 ساعة وأعود بعدها إلى الداخل! حقي هادا ولا مو حقي؟
ضحك الحاضرون وقالوا: والله حقه.
قال أبو النور: وأنا بدي أعمل متل جنكو. بدي أسهر مرة في البيت من دون أي سبب. أو.. بصراحة؟ في سبب واحد، وهو سبب وجيه.
قال أبو إبراهيم: أشو هو السبب؟
قال أبو النور: أرتاح من شوفة هالوجوه الكئيبة!
(وللحديث صلة)
قال أبو النور: أولاً، نحن نأتي إلى المضافة حتى نمارس حياتنا بحرية.. لو كنا عم نحكي في السياسة كنا هلق كل واحد متسطح في زنزانة، ويمكن الدبَّان الأزرق ما يعرف طريقنا، أما أن تقوموا أنتم بكبت حريتنا فهاي الشغلة الله تعالى لا يريدها.
قال الحاج زاهد: يا سلام. اليوم أخونا أبو النور جاي على باله أن يتفلسف علينا. خيو أبو النور، ومين هو اللي كبت حريتك؟
قال أبو النور: أنتم! كلما غاب واحد من الشباب تذهبون إليه وتعملون له (مقلب) لكي يتوب عن الغياب. وإذا شي مرة تانية خطر له ينقض التوبة ويغيب صار لازم يعد للعشرة. يا أخي اتركوا الناس بحالهم. عيب عليكم.
قال أبو سامي: كلام أبو النور صحيح. أنا البارحة تأخرت في البيت ساعتين، فأرسلتم في طلبي ثلاث مرات، وفي تالت مرة جاءني تهديد بمقلب كبير، فانجبرت أترك أهل زوجتي في زيارتنا وجيت لهون.
قال الحاج زاهد: يا أبو سامي، أنت على الراس والعين. وأنا بعتذر لك عن الذي صار. وأما أبو النور فلنا معه كلام آخر. يا أخي أبو النور قل لي، ومن الآخر، أيش هو وجعك؟ وليش بدك تغيب عن السهرة؟
قال أبو النور: قبلما أقول لك سبب غيابي، اسمح لي أحكي لك عن زميلنا في العسكرية "جنكو" من القامشلي.
ضحك أبو إبراهيم وقال:
- يبدو لي أن أبو النور عم يلف ويدور لسبب واحد، وهو أن نعطيه الدور بالحكي. يا أخي تفضل إحكي، ونحن اعتبرنا مجرد سمّيعة لحضرتك.
قال أبو النور: لما يجي يوم الخميس كنا نحن العساكر المجندين نستبشر، لأن الضابط سوف يوزع علينا إجازات قصيرة مدة الواحدة 48 ساعة. ولأننا كنا نخدم في حمص فإن المسافة بالسيارة من حمص إلى إدلب ساعتان، والرجعة ساعتان، ونمضي مع الأهل 44 ساعة ممتازة. ولكن الفتى جنكو كان محروماً من الإجازات تماماً.
قال الحاج زاهد: ليش؟
قال أبو النور: لأنه لو حصل على إجازة 48 ساعة، ليمضيها مع أهله في القامشلي، فسوف يستغرق 24 ساعة في الذهاب من حمص إلى القامشلي و24 ساعة في العودة، وجنكو ليس مجنوناً حتى يقبل بإجازة يمضيها كلها على الطرقات.
قال أبو فايز: وليش ما بيعطوه إجازة طويلة بحيث يزور أهله ويشبع من شوفتهم ويرجع؟
قال أبو النور: لأن في تلك الأيام كان فيه استنفار، والقيادة العسكرية منعت الإجازات الطويلة. ولكن جنكو في ذات يوم خميس تقدم بإجازة 48 ساعة. فاستدعاه الضابط وقال له باستغراب: ليش يا جنكو تريد الإجازة؟
وأضاف الضابط: على علمي أن بلدك بعيدة وما بتلحق تروح وترجع؟
قال جنكو: يا سيدي الضابط، يوجد خلف السياج المعدني المحيط بثكنتنا العسكرية مكان منبسط، فيه شجرة تين عالية. أنا أريد أن أتجاوز السياج وأجلس تحت شجرة التين 48 ساعة وأعود بعدها إلى الداخل! حقي هادا ولا مو حقي؟
ضحك الحاضرون وقالوا: والله حقه.
قال أبو النور: وأنا بدي أعمل متل جنكو. بدي أسهر مرة في البيت من دون أي سبب. أو.. بصراحة؟ في سبب واحد، وهو سبب وجيه.
قال أبو إبراهيم: أشو هو السبب؟
قال أبو النور: أرتاح من شوفة هالوجوه الكئيبة!
(وللحديث صلة)