المرتشي الدنيء التائب
- يا شباب، سمعت لكم سمعة أنا واثق أن شعر رؤوسكم سيشرئب مثل ريش القنفذ حينما ألقيها على مسامعكم!
دارت عيون الحاضرين كلها باتجاهه، وسألوه:
- قل بسرعة، ماذا سمعت؟
فقال: صديقنا فلان الفلاني (وذكر لهم اسم حرامي موجود بينهم)، كان دنيئاً إلى درجة أنه سرق قبل يومين عشرة آلاف ليرة سورية فقط!
هب الحاضرون جميعاً إلى لوم "فلان الفلاني" وتوبيخه وتقريعه، بل إن أحدهم لكزه في صدغه، وقال له:
- عيب عليك يا فلان الفلاني! سودت وجهنا الله يسود وجهك! أوصلت معك الدناءة إلى حد سرقة مبلغ يعادل راتب موظف جامعي في بداية تعيينه.
قال ثان: يا شباب، القضية هَزُلت، وأنا لولا الحياء لأقلعت عن تلقي الرشوات نهائياً.
قال ثالث مخاطباً الزملاء: أي نعم، هذه مسخرة المساخر.
والتفت هذا الرجل نحو فلان الفلاني وقال له بوجه ناشف:
- اسمع أخي، رجاء، بعد هذه المرة لا داعي لأن تسهر معنا. تريد أن نكون مشبوهين كرمى لك؟
تدخل الرابع مهادناً وهو يقول:
- طولوا بالكم شباب، أخونا "فلان الفلاني" غلط، وما من أحد معصوم عن الخطأ.
الخلاصة: أخذوا من فلان الفلاني عهداً بألا يعود إلى مثل هذه الدناءة في المستقبل. وكنوع من التشجيع ارتفعت كؤوسهم وشربوا في صحته.