تبويس الشاعر الماسوني
حمي الوطيس في جلسة "الإمتاع والمؤانسة" الأخيرة بمدينة الريحانية التركية، فقد أثار الحديث عن التقرير الذي كتبه الشاعر المُخبر فلان الفلاني بحق وزير الثقافة شهية الحاضرين إلى الحكي والتعليق.
قال أبو ناصر: فهمنا من الحديث أن فلان كتب التقرير للمخابرات العسكرية حتى ينتقم من الوزير لأن نَفْس الوزير الأمارة بالسوء سولت له أن يدعو أدباء (معادين) للسيد الرئيس للمشاركة في مهرجان المعري وفي مقدمتهم أبو المراديس. صحيح؟
قال الأستاذ كمال: عفواً، هذا هو السبب المعلن، المكتوب في التقرير. وقد جاء فيه حرفياً إن ثلاثة من الموقعين على بيان الألف، بيان المجتمع المدني التآمري، تمت دعوتُهم من قبل وزير الثقافة للمشاركة في مهرجان المعري، وهذه الدعوة تعني أن الوزير لا تهمه مصلحة البلاد، ولا يهتم لضرورات المرحلة، ولا حتى مكانة السيد الرئيس الذي أخذ على عاتقه محاربة المجتمع المدني.
قال أبو زاهر: إذا كان هذا هو السبب المعلن، أيش هو السبب الحقيقي؟
قال كمال: السبب الحقيقي أن الوزير رفض إشراك الشاعر فلان الفلاني في المهرجان بصفة شاعر، وقد وصلتنا رواية طريفة تقول إن الوزير سئل، في جلسة خاصة خالية تماماً من المخبرين، عن سبب استبعاد الشاعر فلان الفلاني، فقال: قريباً سنموت، وننزل تحت التراب، وفي يوم القيامة سنُبْعَثُ ونذهب إلى الجنة إن شاء الله، وفي الجنة سألتقي بمعلمنا الكبير الفيلسوف الشاعر أبي العلاء المعري، فإذا سألني أبو العلاء: بأي حق أنت تسمح لمُخْبِر عوايني تافه بالوقوف عند قبري وإلقاء شعر رديء منافق، ماذا أقول له؟ هل أقول له إنني سمحت للمخبر بالمشاركة في مهرجانك إكراماً لخاطر المساعد الأول "أبو عبدو" من فرع الأمن العسكري مثلاً؟!
سألني العم أبو محمد: هل هذه الرواية صحيحة يا أبو مرداس؟
قلت: والله لا أعرف بالضبط، ولكنْ، هناك أمور كثيرة مضحكة ومزعجة في الوقت نفسه حصلت على هامش هذا المهرجان، منها أن فلان الفلاني فوجئ، قبيل إعلان القائمة النهائية للمشاركين في مهرجان المعري بوجود اسم الشاعر الكبير (لام)، فنط وما حط، وعادت إليه حالة (العَنْطَزة) التي تنجم عن طلاء مؤخرة إنسان ما بمادة النشادر..
قال أبو زاهر: وليش انزعج من مشاركة الشاعر لام؟ لأسباب سياسية وأمنية كمان؟
قلت: لا توجد أسباب سياسية وأمنية مباشرة يستطيع المخبر فلان الاستناد عليها، فالشاعر (لام) غير منتسب لأي حزب، وغير موقع على بيان المجتمع المدني الذي زعم عبد الحليم خدام، في خطبة ألقاها على مدرج الجامعة، أنه يسعى لجزأرة سورية وتسليمها لقمة سائغة للعدو الصهيوني. ولكن هذا لا يمكن أن يشكل عقبة كأداء في وجه مُخْبر قوي ومتمكن مثل الأستاذ فلان الفلاني، ولذلك، وبمجرد ما سرى مفعول النشادر في مؤخرته اتصل برئاسة اتحاد الكتاب العرب بدمشق، وركض إلى فرع الحزب بإدلب، ومنه إلى الأمن العسكري، وقام بجولة سريعة على الفروع الأخرى المتنوعة، وأبلغ الجميع بأن الشاعر (لام) ماسوني! ولأن الماسونية تنظيم بالغ السرية لم ينتبه له أحد حتى الآن، وأما هو، فلان، فلديه معلومات مؤكدة على صحة هذه المعلومة.
قال العم أبو محمد: لعنة الله على مَن رَبَط الجحش الأخضر وترك هادا الشاعر المخبر فلتاناً داشراً. وسمه بالـ ماسونية خَبْط لَزْق؟
ضحك الأستاذ كمال وقال: لسه صديقنا أبو مرداس ما وصل للقفلة النهائية تبع القصة. وإذا بيسمح لي أنا بحكي لكم عنها.
قلت له: من عندي ما في مانع. تفضل.
قال: التقارير التي كتبها فلان بالشاعر لام لم تكن مقنعة، والوزير سمع بها ولكنه لم يبالِ، وبقي الشاعر لام مشاركاً في المهرجان. وفي يوم الافتتاح كان لام واقفاً مع أصدقائه عند مدخل صالة المركز الثقافي، وإذا بفلان الفلاني يأتي من البعد فاتحاً يديه للسلام عليه وهو يقول له: أهلين بالأستاذ لام. نورت المهرجان والله.
وعندما وصل دفعه لام بكلتا يديه وقال له: انقلع من هون ولاك.
ذهل فلان وقال له: ليش خاي؟ أشو في؟
فقال لام: لأني أنا واحد من تنين، يا إما كويس ومحترم وبستحق الناس تسلم علي مباوسة، يا إما ماسوني!
للحديث صلة