رسالة إلى مفتي سورية...
سماحة المفتي العام الشيخ أسامة الرفاعي حفظكم الله..
سلام الله عليكم وبعد:
استبشر السوريون خيراً بانتخابكم لموقع المفتي العام لسورية، ثم كانت خاتمة كلمتكم أمس رسالة وطنية لكل السوريين للتحابب والتعاضد. لقد زجّ النظام بأبناء سورية في معركة فناء للجميع ووضعهم في مسار تصادم، نرى آثاره المروعة على كل صعيد.
يتطلع عموم السوريين، وخصوصاً الأجيال الجديدة من الشباب والفتيات وطلاب العلم، إلى أن يكون مقام الإفتاء بوجودكم في غاية الاستقلال والتجرد والرائد في العدل وتمكين حقوق الإنسان، وخصوصاً المرأة التي تحمّلت كما تفضلتم أثقل الأعباء.
لقد اضطهد النظام كل أبناء سورية وصار الملايين بين مشرّد ومضطهد وجائع وسجين ولاجئ وتائه، والكل ينتظر يداً حانية تلم شعث الجميع بكل ثقافاتهم وأديانهم وأعراقهم، وتشعر بهموم العربي والكردي والتركماني وآلام المسلم والمسيحي، وتحترم رأي الملتزم والليبرالي، وترشد الحائر والمتطرف والانفصالي، وتعلن المواقف حازمة تجاه الظلم والمعتدين من كل التوجهات، وتقرر العدل بعيداً عن مصالح الدول والكبراء وتجار الحروب.
سماحة المفتي الموقر:
إنّ الإنسان في بلادنا بحاجة ماسة لإعادة الاحترام والاعتبار له من خلال مسار شرعي وإنساني يبدع في الاجتهاد المنضبط والشجاع، ويعطي كل الناس حقوقها الطبيعية والشرعية، ويعلن أنّ مقاصد الرسالات السماوية كلها أن يقوم الناس بالقسط وأن لا إله إلا الله عين الحرية ومقاومة الظلم والاستبداد.
أرجو لكم كما هو رجاء الكثيرين وافر التوفيق في هذه المهمة الجليلة.. ودمتم وكل السوريين المخلصين بخير.
سدد الله خطاكم ودربكم في الحق والعدل والخير..