كيف نشأت الدبكة اللبنانية؟
"الدبكة ما لها تاريخ، يُرَجَّحْ أنها تعود في الأصل إلى عملية رَصّ الأساطيح الترابية في القرى اللبنانية المعَمَّرَة بالحجر، بهداك الوقت كان السطح يعملوه من تراب وبحص ممدود على سقالة من الخشب، وتحت الخشب موريلات حجرية بالطول، وموريلات خشبية بالعرض، وفوقها بيقوم السطح، وكانوا يرصوا الأسطحة بالأرجل، قبل اختراع المحدلة الحجرية التي نعرفها من أربعين أو خمسين سنة".
نشأت عادة الدبكة، بحسب اعتقاد الرواة، من هذه العادة، فكانوا يقولون: العونة، العونة، واللغة بوقتها كانت سريانية، دِ.. العونة. والدال في السريانية متل ال التعريف أو الإضافة، ويتنادون (على العونة) مثل كل المناسبات التي تقتضي تعاون الأهالي مع بعضهم لتحقيق شيء، ومنها الـ دِلْعونة هي حركة العونة لرص الأساطيح، فحتى يبرموا عالسطح لازم يكون فيه نظام، مش كل واحد يدبّك على كيفه!
عملوا لها تشابُك بالأيدي، وبالكتاف، وصاروا يدوروا، وهني في الدوران عملوا نظام: واحد تنين تلاتة أربعة خمسة (بف) ستة ع الأرض.. تنزل أرجلهم كلها، وبترص التراب، كذلك بيعيدوا، بيمشوا بيمشوا بيمشوا وبيخبطوا، إلى أن يرص التراب بالكامل، وهم يغنون على دِلعونة، مش دَلْعونة، لأن هالتكاتف وهالتعاون وهالتراص ينتج منه قوة وعنف، مش معقول يكون (دَلَعْ).