01 نوفمبر 2019
نوبة الرعب
لديّ تجربة شخصيّة مع نوبة الرعب، أو ما يسمّى بـ Panic Attack، الحالة التي تشغل العالم الأوروبي حتّى الآن. تأتي نوبة الرعب على شكل إحساس حقيقي بدنوّ الأجل، وقناعة كاملة بأنَّ السكتة القلبيّة قادمة، والأيام معدودة، ونادرون من لم يختبروها، أقلّ شيء مرة واحدة في الحياة.
غالبًا، يطلب المصاب بنوبة الرعب سيارة إسعاف، أو يذهب إلى المشفى، لقناعته الحقيقيَّة والمطلقة بأنّه سيودّع الحياة. طبعًا، تأتي نتائج تخطيط القلب وقياس ضغط الدم وكل الاستقصاءات الطبية الأخرى سليمة مئة بالمئة. بعدها بحوالي شهرين، ذهبت إلى دكتور نفسي ألماني ممتاز، أكّد بأنها نوبات رعب، تأتي نتيجة دفقات من الأدرينالين.
الأدرينالين من أنبل الهرمونات في الجسد البشري، وهو هرمون مواجهة الخطر، إذ يضع الجسد في حالة استنفار، ويثبّط مستقبلات الألم في الدماغ. مثلاً، الشخص المصاب بطعنة سكين في عراك، حيث الأدرينالين مرتفع جدًا، لا يشعر بألم الطعنة إلا بعد انتهاء العراك، وانخفاض مستوى الهرمون بالجسم.
والحال، فإنّ الإنسان القديم كان يفرز كميات كبيرة من الأدرينالين، بسبب نمط حياته المليء بالأخطار، ومع تطوّر الحضارة وارتفاع قيمة الإنسان والاستقرار الاجتماعي وظهور مفاهيم الأمن، انخفض إنتاج الأدرينالين عند الإنسان. أي أنّ الأدرينالين عند الإنسان القديم كان أكثر بكثير من الإنسان الحالي. والأدرينالين عند النساء بالمطلق (لا يهم من أين كانت) هو عادةً، أكثر من الأدرينالين عند الرجال بالمطلق، وخصوصاً عند المشي في الشارع. وبالتالي، فإنّ الكمية الطبيعية من الأدرينالين، والتي تعوّد الجسم على إفرازها، عند من عاش وكبر في سورية علي الديك، أكيد ستكون أكثر من كمية الأدرينالين لدى شخص ألماني مثلاً، لأنّ هنالك اختلافًا مباشرًا في شراسة الظروف الواقعية ومعدل الخطر الجسدي، وبالتالي تختلف كميّة الحاجة إلى هذا الهرمون.
قياس مستويات إفراز الأدرينالين عند شخص ما، ربّما، يعطيك فكرة عن شدة الخطر الذي تعوّد عليه هذا الشخص.
ونوبة الرعب لا تظهر عند العيش في الظروف الشرسة، بل تتفعّل بغيابها. الظروف الشرسة تمتص وتبرر كميات الأدرينالين المرتفعة، والتي تعوّد الجسم على إفرازها كشكل من أشكال البقاء. ولكن، عند غياب أسباب الخطر، وحصول تغيّر في نمط الحياة، تتولّد نوبة الرعب، لأنَّ الكمية التي تعوّد الجسم على إفرازها، هي أكبر بكثير من حاجة الظروف الواقعيَّة. أي أنّ الواقع الجديد لا يحتاج كلّ هذه الكمية من الأدرينالين. في هذه اللحظة الحرجة الدقيقة، يفيض الأدرينالين وتأتي نوبة الرعب على شكل نزاع داخلي- داخلي، وتظهر الأعراض المعروفة. أوّل طريقة للتخلص من نوبة الرعب، هو فهم هذه الآلية.
لدينا من الأدرينالين ما يفيض على قدرة الأمكنة الجديدة على التصريف، هرمون الخوف الجسدي والرعب من التشوه والإهانة العميقة.
غالبًا، يطلب المصاب بنوبة الرعب سيارة إسعاف، أو يذهب إلى المشفى، لقناعته الحقيقيَّة والمطلقة بأنّه سيودّع الحياة. طبعًا، تأتي نتائج تخطيط القلب وقياس ضغط الدم وكل الاستقصاءات الطبية الأخرى سليمة مئة بالمئة. بعدها بحوالي شهرين، ذهبت إلى دكتور نفسي ألماني ممتاز، أكّد بأنها نوبات رعب، تأتي نتيجة دفقات من الأدرينالين.
الأدرينالين من أنبل الهرمونات في الجسد البشري، وهو هرمون مواجهة الخطر، إذ يضع الجسد في حالة استنفار، ويثبّط مستقبلات الألم في الدماغ. مثلاً، الشخص المصاب بطعنة سكين في عراك، حيث الأدرينالين مرتفع جدًا، لا يشعر بألم الطعنة إلا بعد انتهاء العراك، وانخفاض مستوى الهرمون بالجسم.
والحال، فإنّ الإنسان القديم كان يفرز كميات كبيرة من الأدرينالين، بسبب نمط حياته المليء بالأخطار، ومع تطوّر الحضارة وارتفاع قيمة الإنسان والاستقرار الاجتماعي وظهور مفاهيم الأمن، انخفض إنتاج الأدرينالين عند الإنسان. أي أنّ الأدرينالين عند الإنسان القديم كان أكثر بكثير من الإنسان الحالي. والأدرينالين عند النساء بالمطلق (لا يهم من أين كانت) هو عادةً، أكثر من الأدرينالين عند الرجال بالمطلق، وخصوصاً عند المشي في الشارع. وبالتالي، فإنّ الكمية الطبيعية من الأدرينالين، والتي تعوّد الجسم على إفرازها، عند من عاش وكبر في سورية علي الديك، أكيد ستكون أكثر من كمية الأدرينالين لدى شخص ألماني مثلاً، لأنّ هنالك اختلافًا مباشرًا في شراسة الظروف الواقعية ومعدل الخطر الجسدي، وبالتالي تختلف كميّة الحاجة إلى هذا الهرمون.
قياس مستويات إفراز الأدرينالين عند شخص ما، ربّما، يعطيك فكرة عن شدة الخطر الذي تعوّد عليه هذا الشخص.
ونوبة الرعب لا تظهر عند العيش في الظروف الشرسة، بل تتفعّل بغيابها. الظروف الشرسة تمتص وتبرر كميات الأدرينالين المرتفعة، والتي تعوّد الجسم على إفرازها كشكل من أشكال البقاء. ولكن، عند غياب أسباب الخطر، وحصول تغيّر في نمط الحياة، تتولّد نوبة الرعب، لأنَّ الكمية التي تعوّد الجسم على إفرازها، هي أكبر بكثير من حاجة الظروف الواقعيَّة. أي أنّ الواقع الجديد لا يحتاج كلّ هذه الكمية من الأدرينالين. في هذه اللحظة الحرجة الدقيقة، يفيض الأدرينالين وتأتي نوبة الرعب على شكل نزاع داخلي- داخلي، وتظهر الأعراض المعروفة. أوّل طريقة للتخلص من نوبة الرعب، هو فهم هذه الآلية.
لدينا من الأدرينالين ما يفيض على قدرة الأمكنة الجديدة على التصريف، هرمون الخوف الجسدي والرعب من التشوه والإهانة العميقة.