14 أكتوبر 2022
هتلر وسرقة الفن
نافذة زجاجية مرسوم عليها العذراء والمسيح ويوحنا المعمدان، وبجوارهم يوجد آدم وحواء بدون أي ملابس، وهذه النافذة للأخوان فان ايك تم وضعها في كنيسة بلجيكية وبالتحديد بمدينة جنت، ولهذه المدينة شهرة فنية تاريخية كبيرة، حيث دارت فيها عدة أحداث بين فتوات أوروبا، كأنهم فى خناقة على إحدى المقاهي.
هاجم البروتستانت الكنيسة وأصبحت تحت رعايتهم ومعهم النافذة، لكن أساءهم أن آدم وحواء بدون ملابس فقاموا بفصلهما عن باقي الألواح الزجاجية بالنافذة.
فى القرن الثامن عشر استولى الفرنسيون على هذه المدينة ونهبوا ما فيها وأصبحوا يسيطرون على الكنيسة وعملوا على نقل اللوحة إلى المتحف الفرنسى وظلت هناك لمدة تزيد عن 22 سنة، ويطلب المتحف إعطاءهم أي مقابل لإرجاع باقي النافذة، وهى ألواح آدم وحواء، ولكن الكنيسة رفضت، حتى قام لويس الثامن عشر الذى نفاه نابليون بالهروب وتهريب اللوحة وتقديمها امتناناً لهذه المدينة التي استضافته بعد الهروب.
ولكن ما هي إلا أيام وتمت سرقة اللوحة من الكنيسة على يد قسيس باعها إلى أحد تجار فرنسا الذى باعها للإمبراطور الألماني فريدريش، وكان يسعى دوماً لاقتناء اللوحات الفنية التي تخطى عددها لوحات متحف اللوفر الفرنسي.
غضب البلجيك حتى قاموا بالفعل باسترجاع اللوحة، ومنها استغلت الحكومة البلجيكية الفرصة وعرضت على الكنيسة شراءها لتصبح من ممتلكات الدولة على أن تظل بمكانها فى الكنيسة، لكن يتم وضعها مؤقتاً في متحف بروكسل للفنون الجميلة ضمن أعمال الفنان فان ايك.
وما أن تم نقل النافذة بالمتحف إلا وغرائبية الأجواء بدأت، فوجدوا شاباً يرتعد ليلاً، هرع إليه الحرس ظناً منهم بأنه حرامي، ولكنه ادعى بأن اللوحة تبعث النور بالليل. وفي اليوم التالي تأتي أسرة كاملة وتقف أمام النافذة حتى يحصل لهم الشفاء من مرض أصابهم.
وقامت الحرب العالمية الأولى سنة 1914، وأظنها كانت في هذه المدينة حرب عالمية فنية فتلاكم على اللوحة ثلاثة مدن بروكسل، جنت، برلين.
بروكسل العاصمة تقول أنها اشترتها بمقابل للكنيسة وتستحق وجودها بمتحف الفنون، وجنت تقول أنها تستحقها بالمرجعية التاريخية، وبرلين تزعم أنها دفعت فيها الكثير لكي تملكها.
لجأ أهل جنت لحيلة وقاموا بنزع النافذة ووضعها فى صناديق لإخفائها بمكان بعيد عن الكنيسة، وكادت الحيلة تقع على صاحبها عندما دخل الألمان المدينة وفتشوا البيوت وقلبوها لكنهم لم يهتدوا إليها.
وانتهت الحرب ووقعت ألمانيا معاهدة فرساي وبها استردت بلجيكا كل التماثيل واللوحات التي سرقتها ألمانيا، وكان عيداً قومياً لها بعدما أعادت فنها وتاريخها الحضاري مره أخرى.
1940 قامت ألمانيا بالحرب العالمية الثانية وسعت مدينة جنت على إرسال النافذة إلى الفاتيكان بإيطاليا، لكنها دخلت الحرب مع هتلر وفكرت فى أن تبعثها إلى فرنسا، وطلب مدير متحف اللوفر استضافة النافذة، ووضعت في المتحف، لكن ألمانيا سيطرت على فرنسا وطلب مدير اللوفر من القوات الألمانية حماية التراث الفني الموجود بالمتحف، ووافق الألمان ولكن على الورق، وفى اليوم التالي تم إرسال كل ما بالمتحف من لوحات وتماثيل إلى مارسيليا ومن هناك إلى مكان مجهول.
وشاءت الصدف أن يتقابل ايزنهاور قائد قوات الحلفاء مع طبيب أسنان ألماني كان من "القوة العاصفة" المكلفة بالمهام الخاصة والمرتبطة مباشرة بهتلر، وقال الطبيب للخبير الأميركي: سوف أساعدك بشرط أن تضمن لي حياتي أنا وأولادي وزوجتي، فأنا لا أخاف الأميركان إنما هم الألمان لو عرفوني لقتلوني.
فقال الطبيب الألماني على المخابئ والأماكن التي دس فيها هتلر التراث الفني لأوروبا، وكانت المفاجأة في النمسا، والأكثر عجباً من ذلك فى أحد مناجم الملح بالمدن النمساوية، وكان هتلر يخطط لإقامة أكبر متحف للفنون والتماثيل بالمدينة التي في نظره تشرفت بأن يولد فيها وهي مدينة لنس النمساوية.
ودخل الحلفاء النمسا وسيطروا على مناجم الملح التي وجد فيها ما يزيد عن تسعة آلاف لوحة وآلاف الكتب والمخطوطات والتماثيل التي سرقها هتلر من مدن أوروبا.
كما وجدت القوات بالمناجم كمية ديناميت تم إعدادها لتفجير كل شيء إذا دخل الحلفاء المدينة، وقام الطبيب الألماني بإطلاق النار على زوجته وأولاده واختتمها بنفسه خوفاً من هتلر، وهو لا يعرف أنه أنقذ الحضارة الفنية والأدبية لأوروبا!.
هاجم البروتستانت الكنيسة وأصبحت تحت رعايتهم ومعهم النافذة، لكن أساءهم أن آدم وحواء بدون ملابس فقاموا بفصلهما عن باقي الألواح الزجاجية بالنافذة.
فى القرن الثامن عشر استولى الفرنسيون على هذه المدينة ونهبوا ما فيها وأصبحوا يسيطرون على الكنيسة وعملوا على نقل اللوحة إلى المتحف الفرنسى وظلت هناك لمدة تزيد عن 22 سنة، ويطلب المتحف إعطاءهم أي مقابل لإرجاع باقي النافذة، وهى ألواح آدم وحواء، ولكن الكنيسة رفضت، حتى قام لويس الثامن عشر الذى نفاه نابليون بالهروب وتهريب اللوحة وتقديمها امتناناً لهذه المدينة التي استضافته بعد الهروب.
ولكن ما هي إلا أيام وتمت سرقة اللوحة من الكنيسة على يد قسيس باعها إلى أحد تجار فرنسا الذى باعها للإمبراطور الألماني فريدريش، وكان يسعى دوماً لاقتناء اللوحات الفنية التي تخطى عددها لوحات متحف اللوفر الفرنسي.
غضب البلجيك حتى قاموا بالفعل باسترجاع اللوحة، ومنها استغلت الحكومة البلجيكية الفرصة وعرضت على الكنيسة شراءها لتصبح من ممتلكات الدولة على أن تظل بمكانها فى الكنيسة، لكن يتم وضعها مؤقتاً في متحف بروكسل للفنون الجميلة ضمن أعمال الفنان فان ايك.
وما أن تم نقل النافذة بالمتحف إلا وغرائبية الأجواء بدأت، فوجدوا شاباً يرتعد ليلاً، هرع إليه الحرس ظناً منهم بأنه حرامي، ولكنه ادعى بأن اللوحة تبعث النور بالليل. وفي اليوم التالي تأتي أسرة كاملة وتقف أمام النافذة حتى يحصل لهم الشفاء من مرض أصابهم.
وقامت الحرب العالمية الأولى سنة 1914، وأظنها كانت في هذه المدينة حرب عالمية فنية فتلاكم على اللوحة ثلاثة مدن بروكسل، جنت، برلين.
بروكسل العاصمة تقول أنها اشترتها بمقابل للكنيسة وتستحق وجودها بمتحف الفنون، وجنت تقول أنها تستحقها بالمرجعية التاريخية، وبرلين تزعم أنها دفعت فيها الكثير لكي تملكها.
لجأ أهل جنت لحيلة وقاموا بنزع النافذة ووضعها فى صناديق لإخفائها بمكان بعيد عن الكنيسة، وكادت الحيلة تقع على صاحبها عندما دخل الألمان المدينة وفتشوا البيوت وقلبوها لكنهم لم يهتدوا إليها.
وانتهت الحرب ووقعت ألمانيا معاهدة فرساي وبها استردت بلجيكا كل التماثيل واللوحات التي سرقتها ألمانيا، وكان عيداً قومياً لها بعدما أعادت فنها وتاريخها الحضاري مره أخرى.
1940 قامت ألمانيا بالحرب العالمية الثانية وسعت مدينة جنت على إرسال النافذة إلى الفاتيكان بإيطاليا، لكنها دخلت الحرب مع هتلر وفكرت فى أن تبعثها إلى فرنسا، وطلب مدير متحف اللوفر استضافة النافذة، ووضعت في المتحف، لكن ألمانيا سيطرت على فرنسا وطلب مدير اللوفر من القوات الألمانية حماية التراث الفني الموجود بالمتحف، ووافق الألمان ولكن على الورق، وفى اليوم التالي تم إرسال كل ما بالمتحف من لوحات وتماثيل إلى مارسيليا ومن هناك إلى مكان مجهول.
وشاءت الصدف أن يتقابل ايزنهاور قائد قوات الحلفاء مع طبيب أسنان ألماني كان من "القوة العاصفة" المكلفة بالمهام الخاصة والمرتبطة مباشرة بهتلر، وقال الطبيب للخبير الأميركي: سوف أساعدك بشرط أن تضمن لي حياتي أنا وأولادي وزوجتي، فأنا لا أخاف الأميركان إنما هم الألمان لو عرفوني لقتلوني.
فقال الطبيب الألماني على المخابئ والأماكن التي دس فيها هتلر التراث الفني لأوروبا، وكانت المفاجأة في النمسا، والأكثر عجباً من ذلك فى أحد مناجم الملح بالمدن النمساوية، وكان هتلر يخطط لإقامة أكبر متحف للفنون والتماثيل بالمدينة التي في نظره تشرفت بأن يولد فيها وهي مدينة لنس النمساوية.
ودخل الحلفاء النمسا وسيطروا على مناجم الملح التي وجد فيها ما يزيد عن تسعة آلاف لوحة وآلاف الكتب والمخطوطات والتماثيل التي سرقها هتلر من مدن أوروبا.
كما وجدت القوات بالمناجم كمية ديناميت تم إعدادها لتفجير كل شيء إذا دخل الحلفاء المدينة، وقام الطبيب الألماني بإطلاق النار على زوجته وأولاده واختتمها بنفسه خوفاً من هتلر، وهو لا يعرف أنه أنقذ الحضارة الفنية والأدبية لأوروبا!.