02 سبتمبر 2024
هزليات السياسة الأسدية (30)
قائد الشرطة لاعب طرنيب
قال أبو الجود إن مشكلته مع العميد قائد شرطة محافظة إدلب وصلت إلى بر الأمان عندما أعطاه العميد ورقة جديدة لاستلام موتوسيكل مُصَادَر، بعدما نقع الورقة القديمة بالماء استعداداً لشرب مائها. ولكن قفلة الحكاية كانت بائخة، فقد انزعج منه العميد حينما سأله عن رأيه بالقهوة التي شربها في ضيافته، فقال إنها جيدة، مع أن وجهه كش، ما أوحى بأن القهوة سيئة جداً، وقد كانت سيئة بالفعل.
المهم أن أبا الجود لم يشأ أن يفوّت فرصة الحصول على موتوسيكل مصادر، فحمل الورقة ومضى مسرعاً إلى كاراج الحجز الكائن بالقرب من مقبرة الحَلْفَا على طريق معرتمصرين.. وهناك رحب به رئيس الكاراج المدعو "أبو مصطو" وقال له جملة غريبة هي:
- حظك يا أبو الجود بيفلق الصخر!
استغرب أبو الجود وضحك وقال له:
- كل الناس اللي حوالي بيقولوا عني منحوسْ، حتى معلمك العميد أبو عزام، لما زارنا في شعبة الحزب أنا عَرَّفته على حالي بإسم "أبو الجود"، ومع هيك نسي إسمي وصار ينادي لي "المنحوس"! وفوق كل هالشي بتجي إنته وبتقلي حظك بيفلق الصخر؟ طيب فهمني، شو اللي صار؟
قال رئيس الكاراج: عم قول إنه حظك كويس لإنه البارحة معلمنا، سيادة العميد، بعت دورية شرطة على مدينة معرة النعمان، وعملوا كمين للموتوسيكلات المهربة، وصادروا شي خمسين موتوسيكل، يعني هلق صار بإمكانك تنقّي الموتوسيكل اللي يعجبك وتاخده وتمشي.
قال أبو زاهر: إذا هيك بيكون حظ أبو الجود صاير كويس بالفعل، وبصراحة هادا التحول بينحسد عليه.
قال أبو الجود: نعم. والدليل إني سحبت الموتوسيكل ومشيت باتجاه الباب وما صار معي شي ينغصني.. لكن لما وصلت الباب الخارجي تفاجأتْ بالآذن تبع العميد "أبو عزام" جاية من برة وراكب سيارة حكومية، ولما شافني طق عقله، نزل من السيارة وركض ع الباب، وسكره، وقال لي:
- هادا إنته يا منحوس الكلب؟ اترك الموتوسيكل وتعال معي.
وأنا بصراحة خفت. حطيت الموتوسيكل عَ الحاملْ ومشيت معه، ودخلنا مع بعض ع مكتب "أبو مصطو". وتبين لي إنه هادا الآذن بيكون أخوه لـ أبو مصطو، بدليل إنه صار يقله: إنته كيف بتعطي موتوسيكل لواحد حشرة؟ معقولة واحد بيئذي أخوك إبن أمك وأبوك وإنته بتنفعه؟ بتعرف أيش عمل معي هالواطي مبارح؟
استغرب أبو مصطو وقال له: أيش عمل معك؟
قال له: لما سأله المعلم شلون القهوة اللي شربتها قَلَبْ وجهُه وصار متل الممغوص قبلما يفوت ع المرحاض، وبعدما طلع من عند معلمنا "أبو عزام" أكلت أنا بهدلة من كعب الدست، وهددني المعلم إني إذا ما بساوي له قهوة طيبة بده يسرّحني ويجيبْ هادا المنحوس الممغوص يشتغل محلي!
قال أبو ماهر: يخرب بيته. أحسن ما يشتكي عليك ليش ما بيحسِّنْ القهوة تبعُه؟
قال أبو الجود: الدوائر الحكومية والحزبية فيها عادة كل الناس بيعرفوها، وهيي إنه المعلم بيعطي للآذن مصاري منشان يشتري قهوة من أحسنْ نوع، لكن إذا الآذن حَشَرَة بيشتريها من النوع الرخيص المحمّض، حتى يوفر مصاري ويسرقها.. وهادا النوع من الأذنة والفراشين ما في منه أمل، مستحيل يساوي قهوة طيبة. وهادا الآذن تبع أبو عزام أكيد من هالنوع، لإنه مبين عليه وسخ ونصاب.. المهم أنا طلعت العصبية في راسي، وقلت لأبو مصطو:
- شوف خيو، بالنسبة للقهوة اللي بيعملها أخوك، مستحيل حدا يشرب منها وما يصير معه مَغْصْ، وأنا ما رحْ أغير رأيي فيها حتى لو بدي أموت، وبالنسبة للموتوسيكل المصادَر إنته حر، يا إما بتعطيني إياه وبتمشّيني، يا إما اتركه عندك وخليني إنصرف. وأنا في الحالتين راح أبلغ الرفيق أبو عزام بالشي اللي صار.
وقلت لأخوه: إذا ما بخلي أبو عزام يسرحك ما بكون أنا أبو الجود!
قال لي أبو مسطو: ولاك إنته وين بدك تشوف سيادة العميد؟
قلت له: ولاك في عينك، أنا كل يوم بشوفه، إنته ما بتعرف إنه الرفيق أبو عزام شريكي بلعبة الطرنيب؟!
ضحك الحاضرون وقال كمال:
- أبو الجود شريك العميد بالطرنيب هاي كذبة كبيرة.
قال أبو الجود: هيي كذبة بس مشيت على أبو مصطو وعلى أخوه. وخافوا. وأبو مصطو تلبك وما عاد يعرف شلون بده يراضيني، وترك أخوه ومشي معي لعند الباب، وقال لي:
- خود موتوسيكلك وافرقنا بريحة طيبة. ترى أنا مو ناقصني مشاكل مع المعلم أبو عزام.
وأنا أخدت الموتوسيكل وطلعت.. والحمد لله.
قال أبو جهاد: أنا ابن قريته لأبو الجود، وبيتي جنب بيته، وبحياتي ما شفته راكب موتوسيكل. أنا بعتقد إنه كل شي حكى لنا ياه كدب.
قال كمال: والله العظيم إذا بتكون هالقصة كدب راح يزداد إعجابي بأبو الجود. يا رجل هاي ملحمة، إذا هوي اللي مألفها بيكون ممتاز.
قال أبو الجود: صدقني يا أستاذ كمال القصة صحيحة، وكلام أبو جهاد كمان صحيح، أنا بعمري ما ركبت موتوسيكل في القرية، والموتوسيكل المصادر اللي أخدته بعدما طلعت من الكراج شغلته ورحت على سوق الموتورات، وبعته.
كانت قفلة مفاجئة بالفعل، جعلتنا نقول بصوت واحد: بعته؟
فرد علينا بلامبالاة: أي بعته. لكان شو بدي أساوي فيه؟ يا رجل أنا ما عندي شي بحياتي محرم عن البيع. البيع فَرَج. ما حكيت لكم كيف مرة من المرات بعت طنجرة المحشي؟ إذا طنجرة المحشي بعتها وعشنا بعدها بأمان، إذا بعت الموتوسيكل بدي أموت؟
قال أبو ماهر: إذا الطنجرة نحاس بتجيب سعر منيح.
قال أبو الجود: هيي نحاس، بس إنته يا أبو ماهر بتعتقد إني بعتها وهيي فاضية.
قال أبو ماهر: شو هالحكي؟ مو فاضية؟ لكان شو فيها؟
قال أبو الجود: محشي!
(للقصة بقية)
قال أبو الجود إن مشكلته مع العميد قائد شرطة محافظة إدلب وصلت إلى بر الأمان عندما أعطاه العميد ورقة جديدة لاستلام موتوسيكل مُصَادَر، بعدما نقع الورقة القديمة بالماء استعداداً لشرب مائها. ولكن قفلة الحكاية كانت بائخة، فقد انزعج منه العميد حينما سأله عن رأيه بالقهوة التي شربها في ضيافته، فقال إنها جيدة، مع أن وجهه كش، ما أوحى بأن القهوة سيئة جداً، وقد كانت سيئة بالفعل.
المهم أن أبا الجود لم يشأ أن يفوّت فرصة الحصول على موتوسيكل مصادر، فحمل الورقة ومضى مسرعاً إلى كاراج الحجز الكائن بالقرب من مقبرة الحَلْفَا على طريق معرتمصرين.. وهناك رحب به رئيس الكاراج المدعو "أبو مصطو" وقال له جملة غريبة هي:
- حظك يا أبو الجود بيفلق الصخر!
استغرب أبو الجود وضحك وقال له:
- كل الناس اللي حوالي بيقولوا عني منحوسْ، حتى معلمك العميد أبو عزام، لما زارنا في شعبة الحزب أنا عَرَّفته على حالي بإسم "أبو الجود"، ومع هيك نسي إسمي وصار ينادي لي "المنحوس"! وفوق كل هالشي بتجي إنته وبتقلي حظك بيفلق الصخر؟ طيب فهمني، شو اللي صار؟
قال رئيس الكاراج: عم قول إنه حظك كويس لإنه البارحة معلمنا، سيادة العميد، بعت دورية شرطة على مدينة معرة النعمان، وعملوا كمين للموتوسيكلات المهربة، وصادروا شي خمسين موتوسيكل، يعني هلق صار بإمكانك تنقّي الموتوسيكل اللي يعجبك وتاخده وتمشي.
قال أبو زاهر: إذا هيك بيكون حظ أبو الجود صاير كويس بالفعل، وبصراحة هادا التحول بينحسد عليه.
قال أبو الجود: نعم. والدليل إني سحبت الموتوسيكل ومشيت باتجاه الباب وما صار معي شي ينغصني.. لكن لما وصلت الباب الخارجي تفاجأتْ بالآذن تبع العميد "أبو عزام" جاية من برة وراكب سيارة حكومية، ولما شافني طق عقله، نزل من السيارة وركض ع الباب، وسكره، وقال لي:
- هادا إنته يا منحوس الكلب؟ اترك الموتوسيكل وتعال معي.
وأنا بصراحة خفت. حطيت الموتوسيكل عَ الحاملْ ومشيت معه، ودخلنا مع بعض ع مكتب "أبو مصطو". وتبين لي إنه هادا الآذن بيكون أخوه لـ أبو مصطو، بدليل إنه صار يقله: إنته كيف بتعطي موتوسيكل لواحد حشرة؟ معقولة واحد بيئذي أخوك إبن أمك وأبوك وإنته بتنفعه؟ بتعرف أيش عمل معي هالواطي مبارح؟
استغرب أبو مصطو وقال له: أيش عمل معك؟
قال له: لما سأله المعلم شلون القهوة اللي شربتها قَلَبْ وجهُه وصار متل الممغوص قبلما يفوت ع المرحاض، وبعدما طلع من عند معلمنا "أبو عزام" أكلت أنا بهدلة من كعب الدست، وهددني المعلم إني إذا ما بساوي له قهوة طيبة بده يسرّحني ويجيبْ هادا المنحوس الممغوص يشتغل محلي!
قال أبو ماهر: يخرب بيته. أحسن ما يشتكي عليك ليش ما بيحسِّنْ القهوة تبعُه؟
قال أبو الجود: الدوائر الحكومية والحزبية فيها عادة كل الناس بيعرفوها، وهيي إنه المعلم بيعطي للآذن مصاري منشان يشتري قهوة من أحسنْ نوع، لكن إذا الآذن حَشَرَة بيشتريها من النوع الرخيص المحمّض، حتى يوفر مصاري ويسرقها.. وهادا النوع من الأذنة والفراشين ما في منه أمل، مستحيل يساوي قهوة طيبة. وهادا الآذن تبع أبو عزام أكيد من هالنوع، لإنه مبين عليه وسخ ونصاب.. المهم أنا طلعت العصبية في راسي، وقلت لأبو مصطو:
- شوف خيو، بالنسبة للقهوة اللي بيعملها أخوك، مستحيل حدا يشرب منها وما يصير معه مَغْصْ، وأنا ما رحْ أغير رأيي فيها حتى لو بدي أموت، وبالنسبة للموتوسيكل المصادَر إنته حر، يا إما بتعطيني إياه وبتمشّيني، يا إما اتركه عندك وخليني إنصرف. وأنا في الحالتين راح أبلغ الرفيق أبو عزام بالشي اللي صار.
وقلت لأخوه: إذا ما بخلي أبو عزام يسرحك ما بكون أنا أبو الجود!
قال لي أبو مسطو: ولاك إنته وين بدك تشوف سيادة العميد؟
قلت له: ولاك في عينك، أنا كل يوم بشوفه، إنته ما بتعرف إنه الرفيق أبو عزام شريكي بلعبة الطرنيب؟!
ضحك الحاضرون وقال كمال:
- أبو الجود شريك العميد بالطرنيب هاي كذبة كبيرة.
قال أبو الجود: هيي كذبة بس مشيت على أبو مصطو وعلى أخوه. وخافوا. وأبو مصطو تلبك وما عاد يعرف شلون بده يراضيني، وترك أخوه ومشي معي لعند الباب، وقال لي:
- خود موتوسيكلك وافرقنا بريحة طيبة. ترى أنا مو ناقصني مشاكل مع المعلم أبو عزام.
وأنا أخدت الموتوسيكل وطلعت.. والحمد لله.
قال أبو جهاد: أنا ابن قريته لأبو الجود، وبيتي جنب بيته، وبحياتي ما شفته راكب موتوسيكل. أنا بعتقد إنه كل شي حكى لنا ياه كدب.
قال كمال: والله العظيم إذا بتكون هالقصة كدب راح يزداد إعجابي بأبو الجود. يا رجل هاي ملحمة، إذا هوي اللي مألفها بيكون ممتاز.
قال أبو الجود: صدقني يا أستاذ كمال القصة صحيحة، وكلام أبو جهاد كمان صحيح، أنا بعمري ما ركبت موتوسيكل في القرية، والموتوسيكل المصادر اللي أخدته بعدما طلعت من الكراج شغلته ورحت على سوق الموتورات، وبعته.
كانت قفلة مفاجئة بالفعل، جعلتنا نقول بصوت واحد: بعته؟
فرد علينا بلامبالاة: أي بعته. لكان شو بدي أساوي فيه؟ يا رجل أنا ما عندي شي بحياتي محرم عن البيع. البيع فَرَج. ما حكيت لكم كيف مرة من المرات بعت طنجرة المحشي؟ إذا طنجرة المحشي بعتها وعشنا بعدها بأمان، إذا بعت الموتوسيكل بدي أموت؟
قال أبو ماهر: إذا الطنجرة نحاس بتجيب سعر منيح.
قال أبو الجود: هيي نحاس، بس إنته يا أبو ماهر بتعتقد إني بعتها وهيي فاضية.
قال أبو ماهر: شو هالحكي؟ مو فاضية؟ لكان شو فيها؟
قال أبو الجود: محشي!
(للقصة بقية)