محمد صلاح رئيس مصر

نعم يستحق صلاح هذه الشهرة لأنه صنع حالة من الجنون في ليفربول والعالم العربي. وعندما يسمع العالم مشجعي "الريدز" يعلنون إسلامهم من أجل صلاح! فإن مدى الشعبية تخطى الشعب المصري بمراحل.

صلاح خطف قلوب المشجعين والمشجعات بأهدافه الجميلة في "البريميرليغ". صلاح استحوذ على عقول الأطفال في بريطانيا وفي كل العالم العربي. طفل بريطاني ارتدى قميص محمد صلاح وصنع لحيته بقلم الألوان ووضع باروكة شعر على رأسه متمثلاً بالنجم المصري.

أطفال مصريون ارتدوا قميص صلاح ونزلوا إلى الشوارع لكي يلعبوا كرة القدم ويلاحقوا حلم الاحتراف مثلما كان قبلهم صلاح يفعل أيام الشباب. مطاعم ومقاهٍ حملت اسم صلاح اليوم في كل أنحاء العالم، وقريباً جداً سيُولد أطفال في هذا العالم يحملون اسم محمد صلاح.

الحالة التي خلقها محمد صلاح في العالم بأكمله نصبّته رئيساً للجمهورية من دون أن يترشح. أعماله الخيرية تجاه أطفال وشباب قريته منحته لقب سيد مصر والرجل الأول فيها. مساهمته في بناء الملاعب والمدارس ودعمه للمستشفيات جعلته رئيساً بالقول والفعل ومنحته حُب الناس من دون أن يقدم أوراق ترشحه لدى السلطات المصرية.

رياضي مصري بدأ ممارسة كرة القدم في الشوارع والأزقة واليوم هو في قمة "البريميرليغ" وهدافها الأول، متفوقاً على نجوم يتقاضون الملايين. الرجل المتواضع صاحب الضحكة التي لا تغيب عن وجهه. الصبور الذي يعرف أن كل حلم قابل للتحقيق عبر الإيمان والتقوى. صاحب اليد البيضاء التي لا تترك كتاب القرآن أبداً منذ وصل إلى ليفربول ويكفي أنه أطلق اسم "مكة" على طفلته.

محمد صلاح رئيس لمصر من دون الترشح. محمد صلاح رئيس لمصر من دون معركة انتخابية. محمد صلاح رئيس لمصر من دون حملات انتخابية وإعلانات ترويجية. محمد صلاح رئيس لمصر من دون مناظرات مع المرشحين ومن دون إطلاق شعارات تحفيزية للمقترعين.

نجم في كرة القدم وإنسان في الحياة. مُحب لشعبه وأهل قريته وداعم لهم في كل تفاصيل حياتهم. يهتم بالشؤون الاجتماعية والتنموية ويخفف من شبح الفقر في قريته. أكثر من مجرد لاعب كرة قدم في "البريميرليغ"، أكثر من مجرد مواطن مصري قاتل وحقق حلمه في النهاية. إنه محمد صلاح رئيس جمهورية مصر العربية.