هنيئاً... المغرب منظماً لمونديال 2026
لا شك أن القوانين الجديدة للفيفا، التي اعتمدتها عقب فضائح الفساد الأخيرة، ومنحت الحق في التصويت لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الدولي، عوض اقتصار الأمر على أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا فقط، فتحت المجال للمغرب الذي تحرك بشكل جيد واستمال الكثير من الاتحادات لصالحه، وخصوصاً في أفريقيا، للفوز بتنظيم المونديال.
لكن بالمقابل تم تضمين مسطرة الترشح شرط حصول أي بلد مترشح على 104 أصوات؛ فإذا كانت هناك نسبة من الممتنعين عن التصويت، وحصل المغرب مثلاً على 100 صوت، وحل في المركز الأول خلال التصويت، فإنه لن ينظم البطولة، وستتأجل العملية إلى سنة 2020 مع إعادة فتح الباب أمام بلدان من آسيا وأوروبا.
يتضح جلياً أن المغرب في مرمى أميركا بوضوح، فإما الرضوخ للتوجيهات بخصوص السياسة المغربية في أفريقيا والعديد من القضايا الإقليمية الحساسة، أو عرقلة تنظيم المونديال، الذي بلا شك سيقلب المغرب أرضاً على عقب من خلال تنفيذ المخطط المونديالي الذي تبلغ قيمته أكثر من 12 مليار دولار في حال فاز بتنظيمه. شخصياً، ما دام المغرب أحد الحلفاء الاستراتيجيين لأميركا، فلا أعتقد أن المغرب سيدخر جهداً في تطبيق التعليمات الأميركية إرضاء لأميركا أولاً، وتحقيق حلم راوده لعشرين سنة مضت.
هذا ما حدث بالفعل، فبعد زيارة وفد الفيفا وتفقده المنشآت الرياضية والسياحية والبنية التحتية لمجموعة من المدن المرشحة لاحتضان مباريات كأس العالم، توجه الجنرال عبد الفتاح الوراق مباشرة لأميركا لإبرام صفقات عسكرية وصفت بالضخمة وغير المسبوقة، تستهدف بشكل رئيسي شراء طائرات "إف 16 الحربية"، وتم الاتفاق على تفاصيل المناورات العسكرية التي تنظم على الأراضي المغربية، والتي يشارك فيها الجيش الأميركي والقوات المسلحة الملكية، بالإضافة إلى عدد من الدول الأفريقية، والمسماة "الأسد الإفريقي" التي مرت بنجاح، وإبرام العديد من الاتفاقيات التي لم يعلن عن تفاصيلها لحد الآن.
أما بخصوص خرجات الرئيس الأميركي، ترامب، من خلال تغريداته حول الكأس العالم وتهديداته المباشرة للدول، خصوصاً الأفريقية، وحثها على دعم الملف الأميركي أو سيتم إلغاء الهبات التي تقدمها أميركا، واسترسل قائلاً: ما جدوى الدعم الذي نقدمه لكم إذا لم تقفوا إلى جانبنا في هذه المناسبات، فما هي إلا رسائل للمغرب لتقديم مزيد من التنازلات في بعض القضايا الإقليمية وأخرى مرتبطة بالحدود المغربية الجزائرية التي يحتاج فيها المغرب دعماً أميركيّاً في مجلس الأمن، أي قضية بوليزاريو.
المغرب سيفوز بتنظيم المونديال، في حال سارت الأمور كما أرادتها أميركا.