يستند الكاتب (1933) إلى معاينة الأحداث في التاريخ الحديث خلال قرن وأكثر في المنطقة العربية بدءاً من فلسطين، مستعرضاً عناوين مختلفة ولمحات عن العالم العربي المعاصر، وما أصابه من انهيار سياسي واجتماعي واقتصادي وأمني في معظم بلدانه بفعل التراكمات المختلفة، وصولاً إلى الأحداث المتسارعة في السنوات الأخيرة نتيجة الاحتجاجات الشعبية في أكثر من بلدٍ نتيجة هدر الطاقات والثروات، ما أسهم في إيجاد حالة من عدم التوازن في المجتمع.
يخصّص المؤلف فصلاً حول الانتفاضات العربية التي عرفتها المنطقة في 2011، وأسبابها وتطوّراتها ومآلاتها، ويتتبّع موجة الانقلابات في العالم العربي في تسلسل تاريخي منذ خمسينيات القرن الماضي، ومبدأ التمسك بالكرسي، وظاهرة التوريث، والخلافات العربية وتأثيرها السلبي على الأمة العربية، وثورات الناس بسبب معاناتها من الظلم والاستعمار، وأهمية العيش المشترك وتأثيره الإيجابي على حياة الناس.
وفي فصل "الأردن بين حقبتين"، يتحدث الكتاب عن فترة السطوة البريطانية أيام الإمارة ثم فترة ما بعد تعريب الجيش في العام 1956، ويفرد باباً لتطورات الحركة الصهيونية في فلسطين وديناميكية عصاباتها والأحداث التي سبقت الانسحاب البريطاني وقيام "إسرائيل"، وآخر لبداية النزاع العربي الإسرائيلي وتطوراته بما في ذلك مقاومة الفلسطينيين للاحتلال الإسرائيلي، وصولاً إلى تعقيدات اللحظة الراهنة واشتباكاتها بعد التحوّلات الكبرى التي أثّرت على القضية الفلسطينية.