"عُمان في التراث العربي": موسوعة بثلاثة أجزاء

15 مايو 2018
سلمان الحجري/ عُمان
+ الخط -

يتتبّع الأكاديمي والباحث العُماني هلال الحجري في "موسوعة  عُمان في التراث العربي" الصادرة مؤخراً في ثلاثة أجزاء عن "دار بيت الغشام للصحافة والنشر" في مسقط، أعلام بلاده في اللغة، والأدب، والتاريخ، والجغرافيا، والطّب، وسائر العلوم خلال أكثر من قرن مضى.

يشير المؤّلف في مقدّمته إلى "تشكّل صورة (الملاذ الآمن) عن عُمان في المصادر التاريخية العربية التي تصف هروب العديد من العلماء والأدباء منذ ما قبل الإسلام وصولاً إلى الذين عارضوا الحكم في العصرين الأموي والعباسي"، ويعود إلى أول شاعر تذكره المراجع قد هاجر إليها حقناً للدماء وطلباً للأمن وهو قيس بن زهير العبسي الذي أتاها بعد حرب داحس والغبراء في الجاهلية، بحسب ابن منظور في "لسان العرب".

يضيف "في العصر الأموي كثر الشعراء الذين فرّوا من بطش الحجاج بن يوسف وغيره من ولاة بني أمية، ومن هؤلاء الشعراء عِمْرَان بن حطّان، وهو شاعر كما روى أبو الفرج الأصفهاني في كتاب "الأغاني" رحلة خروجه من العراق، وكذلك سَوّار بن المِضَرَّب السعدي الذي عارض الحجاج فاستطاع أن يهرب إلى عُمان ينجو منه، كما يؤكد ذلك المبرّد في كتابه "الكامل".

تتضمّن الموسوعة ثلاث أجزاء؛ "موسوعة عمان في التراث العربي.. في عيون الأدباء"، و"موسوعة عمان في التراث العربي.. في عيون المفسرين والمحدثين والفقهاء واللغويين والأطباء"، و"موسوعة عمان في التراث العربي.. في عيون المؤرخين والنسابة والجغرافيين والرحالة ".

يتناول الجزء الأول حُضور عمان في دواوين الشعراء، ومصادر الأدب العربي من أمثال الشاعر الجاهلي بشر بن أبي، وأبي حيان التوحيدي وعمرو بن قميئة والقتّال الكلابي، ويستعرض الثاني الذي حضورَها في تفاسيرِ القرآن الكريم، ومسانيدِ الأحاديث النبيوة والكتب التي تم شرحها، ومعاجمِ اللغة العربية، وكتب الفِقْه الإسلامي، وبعضِ المصادر الطبية بالرجوع إلى مؤلّفات الخليل بن أحمد الفراهيدي، وسيبويه، وأبي عمرو الشيباني وابن هشام، وابن سعد.

يستقصي الجزء الثالث ذكرها في مصادر التاريخ، والأنساب، والجغرافيا، والرحلات، ومنها كتاب "أنساب الخيل" لابن الكلبي، والواقدي في كتابه "فتوح الشام"، وكتاب "التيجان" لابن هشام الحميري، وأبي الفداء في كتابه "المختصر في أخبار الشبر".

ينبّه الحجري إلى أن "العُزْلة التي فرضتها الجُغرافيا على عُمان لم تكن عائقاً لاتصالها بحواضر العالم الإسلامي، بل كانت نفسها إحدى هذه الحواضر بجهودِ علمائها ومثقّفيها".

المساهمون