يقوم الباحث آرثر الصراف بتحليل تداول الأخبار في الجزائر تحت الحكم الفرنسي في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، في محاولة منه لتقديم فهم جديد لكيفية تغيير تدفق الاتصالات والمعلومات لديناميكيات الحكم الفرنسي الاستعماري، و يوفر طريقة جديدة لتحليل التاريخ العالمي الحديث من خلال النظر في صلات الجزائر بالعالم الأوسع.
وفي كتابه "أخبار كهربائية في مستعمرة الجزائر" (أكسفورد)، الذي حصل عنه قبل أيام على جائزة "دراسات الشرق الأوسط" التي تمنحها جمعية الصداقة البريطانية الكويتية، يروي هذا الكتاب تاريخًا مختلفًا للعولمة من خلال تتبع كيفية تداول الأخبار في مجتمع تحت الاستعمار.
يقول الكاتب "كانت السنوات بين 1881 و1940 هي سنوات القوة الاستعمارية القصوى في شمال إفريقيا، وهي فترة ثورة تكنولوجية مكثفة، وإمبريالية عالمية عالية عرفت توسع الاستعمار الاستيطاني".
يتابع "أصبح الجزائريون على اتصال بشبكات الأخبار الدولية، وتتبع السكان المحليون الأحداث البعيدة باهتمام كبير. ولكن بمجرد وصول الأخبار إلى الجزائر، غالبًا ما أثارت روايات الأحداث الأخيرة الصراع أثناء انتقالها بين مجموعات اجتماعية مختلفة. في مجتمع منقسم بين أغلبيته الأصلية وأقلية كبيرة من المستوطنين، أدت الحروب البعيدة إلى أعمال شغب. كان تداول الأخبار والاختيار منها وجهان لعملة واحدة. بالنظر إلى مجموعة من المصادر بلغات متعددة عبر المجتمع الاستعماري، يقدم هذا الكتاب فهماً جديداً لماهية الأخبار".
كانت الأخبار نظامًا كاملًا تتفاعل فيه التقنيات الجديدة مثل المطبعة والتلغراف والسينما والراديو مع وسائل الإعلام القديمة مثل الأغاني والشائعات والرسائل والمخطوطات. راقبت الحكومة الفرنسية بقلق هذه التطورات، وراقبت ردود فعل الجزائريين على الأخبار من خلال شبكة واسعة من المراقبة التي غالبًا ما تنتهي بنشر الأخبار بدلاً من التحكم في تدفقها. يساعدنا تاريخ الأخبار هذا على إعادة النظر في العلاقة بين الوقت والوسائط والتغيير التاريخي.
راقبت فرنسا ردود فعل الجزائريين على الأخبار من خلال شبكة واسعة
الكتاب يأتي في خمسة فصول؛ وهي "الطباعة السحرية"، "هاتف العرب"، "زمن الحرب"، "موجات قديمة"، "فلسطين الشهيد".
آرثر الصرّاف، محاضر في تاريخ فرنسا والعالم الفرنكوفوني، يدرّس في جامعة كامبريدج، وهو مؤرخ لشمال إفريقيا وفرنسا والبحر الأبيض المتوسط. ولد في باريس، ودرس في بريطانيا ويركز بحثه على التاريخ العالمي للاستعمار والعرق.