"أسئلة الفلسفة العربيّة اليوم": تراكمٌ حول ثيمة

17 يناير 2022
جزء من لوحة لـ نجا المهداوي/ تونس
+ الخط -

تتعدّد في الإنتاجات الفكرية التونسية، خلال السنوات الأخيرة، الانشغالات بمفهوم "اليوم" بما يحيل به للحاضر باعتباره إشكالية فلسفية ينبغي فحصها من وجوه كثيرة. في هذا السياق صدرت كتب مثل "لماذا الفلسفة اليوم؟"، في 2016 وخصّص فيه مصطفى كمال فرحات فصلاً لتفكيك مفهوم اليوم، وفي العام الماضي صدر كتاب "في استشكال اليوم الفلسفي" لمحمد محجوب وفيه التفات معمّق لهذا المفهوم.

صدر مؤخراً عملٌ جديد في تونس يُبرز هذا التراكم، وهو كتاب بعنوان "أسئلة الفلسفة العربيّة اليوم" لأستاذ الفلسفة في الجامعة التونسية، الطاهر بن قيزة، عن منشورات "نيرفانا" و"مركز تموز". 

يوضّح بن قيزة فكرة عمله بقوله: "إن إدراكنا لمعنى اليوم رهين معرفة ما يؤثر فعلاً في واقعنا الاجتماعي والمعرفي والعملي. وإن لم نع بذلك، فسيكون يومنا مجرّد اجترار لأمسنا، وتمسّكاً بمعارف ومناهج لم تعُد تنفع لفهم واقعنا". 

يقيم المؤلف كتابه حول مجموعة من التساؤلات: "أفلا نسقط في فخ الإيديولوجيا الكولونياليّة إن اعتبرنا أنّ العالم الغربي وحده منتج للمعرفة؟ أليس من الضروري اعتبار بُعد المعرفة الجيوسياسي لكي نتخطى التصوّر الكولونيالي لذواتنا وللعالم؟ ما وجاهة مشروع «أسلمة المعرفة»؟ ألا يعبّر هذا المشروع عن ثقافة الطاعة والصمت المناقضة لباراديغم الانفتاح والكونيّة؟ وهل يمكن إدراك الكوني دون إدراك المحلّي؟ وهل يتسنّى إثبات ذواتنا دون اعتراف بالاختلاف والتفرّد؟".

أسئلة الفلسفة العربيّة اليوم

يؤكّد بن قيزة على أن أسئلة الفلسفة تختلف في العالم العربيّ عن أسئلة الفلسفة في الغرب، دون أن يعني ذلك أنّنا نعيش في عالم آخر، بما يعنيه ذلك من معاناة نفس المشاكل، لكنه يلفت إلى إشكال يتعلّق بكوننا "لم نفصل القول بعد في قضايا جوهريّة مثل مسألة الفصل بين الدّين والدولة والحرّيّة الشخصيّة والاعتراف بحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين، ومسألة الديمقراطيّة والمشاركة المواطنيّة. وهي قضايا ما تزال في كثير من البلدان العربيّة مسائل حارقة راهنة".

المساهمون