في عام 2015، أعلن عن مشروع "متحف من أجل فلسطين" من خلال معرض أقيم بعد عامين وضمّ نحو خمسين عملاً تبرّع بها فنّانون فرنسيّون مؤيّدون للقضيّة الفلسطينيّة، تشمل لوحات وصورًا فوتوغرافيّة ومنحوتات، وتعكس التّنوع الذي شهدته العقود الأخيرة من أساليب فنّيّة معاصرة.
المعرض الذي أقيم آنذاك بالتعاون بين المتحف الفلسطيني في بيرزيت و"معهد العالم العربي" في باريس، انطلق "بهدف إنشاء مجموعة فنّيّة لتكون نواةً لمتحف وطني فلسطيني مستقبلي للفنون الحديثة والمعاصرة"، بحس بيان المنظّمين.
في الخامس عشر من الشهر الجاري، عاد المعهد إلى افتتاح المعرض تحت عنوان "ألوان العالم"، والذي يتواصل حتى العشرين من كانون الأول/ ديسمبر المقبل، ويشتمل الأعمال التي تمّ جمعها منذ أعوام وتشمل مجالات الرسوم والفنون الحضرية والتصوير والنحت والقصص المصورة.
وتحمل كلّ قطعة من الأعمال المعروضة عبارة تفيد بأنها ضمن "مجموعة متحف فلسطين الوطني للفن الحديث والمعاصر"، إذ يأمل المنظّمون أن تجد هذه المجموعة يوماً مكانا لها في متحف مشيد خصيصاً في القدس المحتلة.
ويقول الكاتب الفرنسي لوران غوديه الذي كُلّف اختيار الأعمال في المعرض مع الفنان إرنست بينيون في تصريحات صحافية: "بما أن مبادرتنا تقوم على منح أعمال للجمهور الفلسطيني، لمَ لا نمدهم بأعمال ملونة؟ إذ ثمة فخ يتمثل في التفكير مباشرة في أمور لها طابع قاس بالأبيض والأسود عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين"، في إشارة إلى عنوان المعرض.
يوّجه المعرض تحية للفنان الصربي فلاديمير فيليكوفيتش (1935 - 2019) الذي آمن بالمشروع وبذل جهوداً كبيرة لإنجاحه، حيث تعرض لوحته "مناظر طبيعية" (2004) التي تبّرع بها للمتحف.
كما تُعرض صورة "إيرلندا، دونغال، جزيرة طروادة" (1995) للفنانة الفوتوغرافية البريطانية البلجيكية (1938 – 2012) التي تشتهر بسلاسل الصور التي التقطتها في أماكن متعددة حول العالم كالتيبت ونيبال، إلى جانب عمل للفنان البصري المغربي الكندي مهدي محمد (1994) يحمل عنوان "منظر داخلي".
يُذكر أن المشروع يحاكي مبادرة انطلقت إبّان النّضال ضدّ نظام التّفرقة العنصريّة في جنوب أفريقيا، حيث تحقّقت الفكرة بعد إنهاء نظام الأبارتاريد في بريتوريا.