حتى السبعينيات، لم يكُن فنّ الأهليل يحظى بشُهرة خارج المنطقة التي يُعرف بها جنوب غرب الجزائر؛ إذ لعبت جهود الكاتب والباحث مولود معمري (1917 - 1989) الدور الرئيسي في التعريف به من خلال توثيق نصوصه وترجمتها إلى الفرنسية. لكنّ هذا الفن سيحظى باهتمام رسمي أكبر بعد أن أدرجته "اليونسكو" ضمن قائمتها للتراث الإنساني العالمي عام 2005.
ضمن هذا الاهتمام، أطلقت وزارة الثقافة في 2008 "المهرجان الثقافي الوطني أهلّيل" في مدينة تميمون بمحافظة أدرار. وفي هذا العام وصل المهرجان إلى دورته الرابعة عشرة التي اختُتمت فعالياتها مساء أمس الخميس.
شهدت الدورة الجديدة، التي انطلقت الإثنين الماضي تحت شعار "قصائد الأهليل بين ظاهر المعنى اللغوي وعمق المدلول وأبعاده"، مشاركة خمسة عشرة فرقةً تراثية، من بينها فرقتان لفنّانين تقلّ أعمارهم عن أربعة عشر عاماً.
وإلى جانب العروض، التي أُقيمت في "مسرح الهواء الطلق" بالواحة الحمراء، احتضنت "المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية" في تميمون ندوةً شارك فيها أكاديميون تناولوا خلالها مواضيع مثل: "نمط الأداء الفلكلوري للأهليل"، و"قصائد الأهليل بين ظاهرها اللغوي وعمق مدلولها"، و"الرمزية والوجدانية في قصائد الأهليل".
ويرتبط الأهلّيل بقبائل زناتة الأمازيغية التي سكنت المنطقة؛ حيث يجمع بين الموسيقى والقصائد الأمازيغية والتصفيق، ويُؤدّى ضمن حلقات دائرية، يُؤدّي المشاركون فيها حركات جسدية تتناغم مع الإيقاعات. ولعلّ أفضل توصيف لهذا الفنّ هو ما كتبه مولود معمري في دراسة له نشرها عام 1973: "مظهر موسيقي وأدبي في آن واحد، ومشهد مسرحي دنيوي وفي نفس الوقت احتفال ديني تقريباً".