"إلى أصول علم الجمال": الفن وجهازه التبريري

08 يوليو 2021
فرنان ليجيه/ فرنسا
+ الخط -

يمثّل علم الجمال أو الاستيطيقا أحد أكثر الحقول المعرفية تنشّطاً، حيث يقف على زخم يصبّ فيه رافدان؛ التحوّلات الكبرى التي يشهدها الفن في تفاعلها مع الواقع، واتساع الأفق الفكري.

تعتبر الباحثة الفرنسية ديان روبين أن التنشّط الذي تعرفه الإستيطيقا اليوم كان بادياً في زمن ولادة هذا الحقل العلمي في النصف الثاني من القرن الثامن عشر مع الفيلسوفين الألمانيين ألكسندر بومغارتن وفريديرك جورج هيغل، وهو ما تدرسه في كتابها "إلى أصول علم الجمال"، الصادر مؤخراً عن مشورات "كلاسيك غارنييه".

ترى روبين أن نشوء فكرة علم يدرس الفن بشكل منهجي جعل الفنانين ينتبهون إلى أن عيناً تتابعهم، وقد جرى استبطان هذه العين وبات الفنان في ذاته ناقداً ومفكّراً ومنظّراً، وهو ما سيظهر بشكل واضح في نهاية القرن التاسع عشر الذي يمثّل بدايات الحداثة في الفنون البصرية.

تدرس الباحثة بشكل مفصّل قضية إدماج القبح ضمن الجماليات، حيث تشير إلى أن تعدّد التيارات فرض بحثاً عن توسيع دائرة المادة الفنية، وهو ما جعل الفنانين يشتغلون على المتروك باعتباره المادة الفنية الأكثر جاذبية. وترى أن هذا التوجه يمثّل منعطفاً أساسياً في تاريخ الفن، حيث أن القبح مثّل عدو الفن منذ فجر البشرية.

"إلى أصول علم الجمال"

لم يكن إدماج القبح في منظومة الفن ممكناً لولا وجود جهاز تبريري صقلته الإستيطيقا باعتبارها معرفة جدلية تقوم على بناء أنساق جديدة وإيجاد سند فكريّ لكل ما يطرحه الفنانون. من خلال هذا النموذج تفسّر روبين حالة التوسع التي يعيشها علم الجمال منذ أكثر من قرنين.

المساهمون