لا تزال الحضارة المصرية القديمة من أكثر الحضارات حضوراً في المخيال الجمعي المعاصر، سواء من خلال الروايات أو الأفلام والوثائقيات، وحتى من خلال الدعاية السياحية. في السنتين الأخيرتين يتجدّد هذا الحضور مع المواكب التي نُظمت في مصر عند نقل آثار من مواقعها القديمة إلى المتاحف الجديدة التي افتتح بعضها في انتظار افتتاح "المتحف المصري الكبير" أو مع تأهيل عدد من الفضاءات الأثرية مثل طريق الكباش في الأقصر.
جميع هذه التحوّلات باتت تعني تغييراً في ملامح المشهد الأثري المصري، والذي يهتم به الكثير من المتخصّصين في علم المصريات، ناهيك عن الجمهور الواسع، لأسباب معرفية أو غيرها.
غداً، السبت، يقترح "متحف دار إي ديستوار" الفرنسي محاضرة بعنوان "مصر الفرعونية من خلال النيل"، تقدّمها تاتيانا بايول وتقدّم فيها تحوّلات المشهد الأثري المصري في السنتين الأخيرتين.
هكذا تأخذ المحاضرة، التي تقام عن بُعد، شكل رحلة افتراضية، وهو ما باتت تتيحه التكنولوجيات الحديثة التي جرى الاستثمار فيها خلال السنتين الأخيرتين بسبب ارتفاع الطلب على المحاضرات عن بُعد، مع تعطّل بقية الأنشطة الثقافية مع جائحة كورونا.
بحسب تقديمها، تبدأ بايول من القاهرة؛ حيث تتحدّث عن عدد من الآثار التي كان يمكن مشاهدتها في أماكنها الأصلية بجانب الأهرامات وستصبح متاحة في المتاحف، مثل "مركبة الشمس"، ومن ثمّ تتابع الرحلة عبر النيل إلى معبد أبو سمبل، وصولاً إلى وادي الملوك في الأقصر والتغيّرات التي حدثت فيها على مستوى المشهدية.