تتعايش في نفس المدينة صورتان، تلك التي تصنعها شوارعها وفضاءاتها العامة وحركة متساكنيها، وهناك صورة أخرى يصنعها الفنانون؛ شعراء ورسامين وكتّاب سرد. صورتان تنطق كل واحدة منهما بشكل مختلف عن نفس الحقيقة.
ضمن سلسلة حلقات النقاش "القاهرة: البشر والحجر"، تجتمع الصورتان مساء اليوم ضمن أمسية ينظّمها "بيت المعماري المصري" في مقرّه في القاهرة، حيث يقدّم أمين حدّاد محاضرة بعنوان "القاهرة في شعر فؤاد حداد"، فيما تحمل مداخلة مايسة مصطفى عنوان "إعادة اكتشاف القاهرة التاريخية مشياً على الأقدام". يدير النقاش كل من عبد العظيم فهمي وفاطمة كشك.
سلسلة "القاهرة: البشر والحجر" هي مجموعة حلقات نقاش شهرية "تتناول الحديث عن المدينة والناس من زوايا متعددة"، بحسب تقديمها، وتستضيف كل شهر شخصيات لها تقاطع مع قضايا الحفاظ على تراث المدينة ورعايتها.
في تناوله لشعر والده، يقدّم أمين حداد قراءة واسعة للقاهرة حيث أن أحياءها ودروبها وضواحيها كانت حاضرة بقوة في شعر فؤاد حداد في جميع دواوينه، وخصوصاً ديوانه "من نور الخيال وصنع الأجيال في تاريخ القاهرة" وهو عمل كان يتخذ هيكل الرحلة شعرية لزيارة تراث القاهرة.
أما الباحثة في التراث مايسة مصطفى فتقول في تقديم محاضرتها: "لقد أمضيت أكثر من نصف عمري أتجول في المعالم الأثرية والمواقع السياحية بالقاهرة وربوع مصر المختلفة لكني لاحظت التدهور الذي حدث للمعالم الأثرية من ناحية وندرة الزوار المصريين بتلك الأماكن وأدركت مع عملي بالتوثيق أنه لايكفي وحده وأن ما نحتاجه هو المعرفة ونشر الوعي عن تراث المدينة بين سكانها وأهلها ليستمعوا ويفخروا بها وبالتالي يحافظون على هذا التراث الهائل المتعدد، عن طريق محاضرات وندوات وجولات، وهنا بدأتُ إعادة اكتشاف قاهرتنا التاريخية مشياً على الأقدام".