قبل أيام، صدر العدد الجديد من مجلة "الحياة الثقافية"، متضمّناً عدداً من المقالات والدراسات والنصوص الأدبية، من بينها أربع دراسات حول الفنون الجميلة في تونس؛ هي: "التصوير تكثيفاً رمزياً" للمعز الوهايبي، و"صورة المجتمع في تشكيل الرواد التونسيين" لليليا التوهامي، و"القيمة اللمسية في فن التصوير" ليامنة بن فرج، إلى جانب دراسة حول الفنان التشكيلي رضا دحمان أنجزها مصطفى الكيلاني.
وتُخصّص المجلة، التي تصدر عن وزارة الثقافة التونسية، في عددها الذي يحمل الرقم اثنين وعشرين بعد الثلاثمئة، قسماً خاصّاً بالدراسات النقدية؛ من بين ما تضمّنه قراءة أعدّها خالد الغريبي في رواية "الملانخولي" لفتحي ليسير بعنوان "في الجمع بين الملهاة والمأساة"، وأُخرى في رواية "راكاي" لراضية قعلول بعنوان "صراع الأنا والآخر على أرض متحركة" أعدّها فتحي ليسير، وثالثة في كتاب "أدب السجون في تونس ما بعد الثورة: بين محنة الكتابة وكتابة المحنة" لمحمد التومي أعدّها محمد بن رمضان.
وتحت عنوان "معقولية التفكير في المعرفة والدين والثقافة"، توقّف محمد الكحلاوي عند المنجَز الفكري للأكاديمي وعالم الاجتماع التونسي الراحل عبد الوهاب بوحديبة، بينما تناول عادل المعيزي موضوع "منزلة الأرشيف في سياسات حفظ الذاكرة".
تضمّن العدد، أيضاً، مجموعةً من النصوص الأدبية التي توزّعت بين الشعر والنثر. في الأول نقرأ: "الملعقة التونسية" لمحمد الهادي بوقرة، و"مدينة البلور الهائم" لمهدي غلاب، و"مواويلي... وآل ذي لهب" لصلاخ داود، و"العمى الأبيض" لفرح مرزوقي، و"كوابيس ضرورية" للحبيب دربال، و"الساعة الآن" ليوسف الهمامي.
أمّا في مجال السرد، فنقرأ: "جنون اليوم" لـ موريس بلانشو بترجمة صلاح بن عياد، و"هيباتيا" لسفيان بن عون، و"أقاصيص" لأحلام الأخضر، و"شيء في الذاكرة" لهشام الدامرجي، و"عشرة أيام في باريس" لمحمد صالح التومي.
يُذكر أنَّ "الحياة الثقافية" مجلة ثقافية شهرية أسّسها الكاتب التونسي الراحل محمود المسعدي خلال تولّيه وزارة الثقافة؛ حيث صدر عددها الأول في حزيران/ يونيو 1975. وخلال هذه الفترة، التي تداول خلالها كثيرون على هيئتها الإدارية والتحريرية، تراوحت المجلّة بين الصدور المنتظَم والانقطاع، بحسب درجة اهتمامي مسؤولي وزارة الثقافة بها، والذي كثيراً ما كان يتقلّب بين الإهمال تسبّب في توقّفها غير ما مرّة والاهتمام المفرِط الذي أدّى إلى إصدار ثلاثة أعداد منها دفعةً واحدة في صيف العام الماضي.