في تشرين الأول/ أكتوبر سنة 2009، اعتمد المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء الثقافة، المنعقد في العاصمة الأذرية باكو، قراره بأن تكون الدوحة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2021. حدثٌ تنطلق احتفاليته يوم الإثنين، الثامن من آذار/ مارس المقبل في العاصمة القطرية.
تتضمّن الاحتفالية سبعين فعالية تستمرّ على مدار العام الجاري، تحت شعار "ثقافتنا نور"، الذي يأتي اختياره "إيماناً بأنّ لكلّ أمة ثقافة تميزها عن غيرها، والثقافة الإسلاميّة قيمة أصيلة لها فرادتها ضمن ثقافات العالم"، بحسب بيان لوزارة الثقافة والرياضة القطرية أصدرته اليوم الأحد.
وتُقام في الوقت نفسه احتفاليّتان موازيتان في كلّ من إسلام آباد في باكستان وبانجول في غامبيا، وفق تقاليد "المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة" (الإيسسكو) منذ عام 2006. وتسلّمت هاتان العاصمتان بالإضافة إلى الدوحة شعلة التظاهرة من القاهرة وبخارى وباماكو التي احتضنتها العام الماضي.
تنطلق احتفالية العاصمة الإسلامية في الدوحة، الإثنين، الثامن من آذار/ مارس المقبل
وأشار بيان وزارة الثقافة والرياضة القطرية إلى أنّ احتفالية الدوحة "تسعى إلى الترويج للقيم الإسلامية القائمة على العلم والكرامة الإنسانية، وتعزيز الموروث الثقافي الإسلامي في عالم مترابط، والتشجيع على الإبداع والابتكار كقيم حضارية تثري الحضارة الإسلامية، وإلهام الأجيال الجديدة في العالم الإسلامي، وإلى إثراء المشهد الثقافي العالمي عبر دور منتج وفاعل، والتركيز على التنوع الثقافي كقيمة مضافة للدول الإسلامية وللثقافة الإسلامية بشكل عام، بالإضافة إلى التعريف بالتجربة الثقافية لدولة قطر وجهودها لتعزيز الثقافة الإسلامية".
وقال المنسّق العام للاحتفالية، حمد العذبة، إن "اختيار الدوحة عاصمة للثقافة الإسلامية، جاء بعد موافاتها للشروط التي تجعل منها منارةً إسلامية"، مشيراً إلى أنّ قطر من "الدول التي تهتم بالتراث الإسلامي خاصة، والتراث والتاريخ الأثريّ عامة".
كما أوضح أنّ "البرنامج، الذي أعدّته وزارة الثقافة للاحتفالية، يهدف إلى دفع وتطوير نمط سياحي جديد يرتكز على استثمار تراث الدوحة المعماري في استقطاب زائرين من الدول الإسلامية، كما يرمي إلى جذب المواطن في الدول العربية والإسلامية، لاكتشاف المعالم الإسلامية التاريخية في قطر".
تُقام في العام نفسه احتفاليتان متوازيتان في كلّ من إسلام آباد في باكستان وبانجول في غامبيا
من جانبها، أشارت حمدة السليطي، الأمين العامّ للّجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، إلى أنّ قرار إطلاق العواصم الثقافية صدر صدر قبل عشرين عاماً، حيث اعتمده المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء الثقافة الذي عُقد بالدوحة عام 2001، وأُطلق مشروع برنامج عواصم الثقافة للعالم الإسلامي الذي يقضي بترشيح ثلاث مدن، تمثّل المناطق العربية والآسيوية والأفريقية، عواصمَ ثقافيةً للعالم الإسلامي.
وقال مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة، فيصل السويدي، إن "استضافة قطر لفعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي، يسهم في تحقيق استراتيجية وزارة الثقافة للفترة 2018 – 2022، والتي تسعى إلى توفير بيئة ثقافيّة نامية وحاضنة لطاقات المجتمع القطري بمكوّناته كافّة، لشحذ قدراته في مشروع وطني نهضوي ينقله إلى مصاف الدول المتقدّمة والمتحضّرة، جاعلاً من قطر نموذجاً يُحتذى به، ومرسّخاً دورها الثقافي إقليمياً ودولياً، ومنطلقاً من وجدان شعبها الأصيل ومرتكزاً على منظومة قيمية حضارية إنسانيّة".
وكان برنامج عاصمة الثقافة الإسلامية قد انطلق رسمياً عام 2005 في مدينة مكّة، وتمّ انعقاده في ثمانية وأربعين مدينة حتى اليوم، علماً أنه من المفترض أن تقام العام المقبل في العاصمة السورية دمشق، و باندونغ في أندونيسيا وياوندي في الكاميرون.