يجري تنميط المرأة وممارسة العنف ضدّها على مستويات متعدّدة وضمن فضاءات مختلفة، ليست منصّات التواصُل الاجتماعي استثناءً بينها، بل إنَّ الأخيرة أسهمت، بشكل كبير، في تنميط المرأة وتسليعها؛ من خلال رسم معايير محدّدة لجمالها، وتكريس صورة تقليدية عن النساء اللواتي يقُمن بأدوار مجتمعية ومهنية معيَّنة.
تحت عنوان "العنف على أساس النوع الاجتماعي: كيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تنميط المرأة؟"، تُقيم "حملة - المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي"، بالمشاركة مع عددٍ من المؤسّسات الفلسطينية، عند السابعة من مساء الخميس المقبِل، الأوّل من نيسان/ إبريل، ندوةً افتراضية بمشاركة عددٍ من النشطاء؛ وهم: عماد كريم، وغدير الشافعي، وفادي توما، وسهير فراج، وجمانة أشقر، ووفاء عبد الرحمن، وسناء العاصي، وعماد كريم. وتدير الندوة الناشطة النسوية ريم عامر؛ وهي ناشطة سياسية نسوية تنشط في مجال حقوق الإنسان والحقوق الرقمية.
ويُشير تقديم الندوة إلى دور منصّات التواصُل الاجتماعي في "رسم صورة موحَّدة عن المرأة القوية العاملة أو المرأة الراديكالية والثورية. ومهما اختلفت الآراء والنوايا خلف هذه الصور النمطية المتعدّدة للمرأة، إلا أن كل هذه الصور ساهمت بشكل سلبي في تنميط النساء ووضعهن في قوالب ثابتة، الأمر الذي يستدعي دراسة هذه الصور النمطية والوقوف على أسبابها والتفاكُر بين الناشطات والمؤسّسات العاملة في القضايا النسوية والإعلامية في كيفية مكافحة هذه الصور النمطية".
أسهمت وسائل التواصُل الاجتماعي تنميط النساء ووضعهن في قوالب ثابتة
وتُقدّم الندوة، بحسب المنظّمين، "فسحةً لمناقشة الصور النمطية المختلفة والقوالب التي وضعت فيها المرأة وعزّزتها منصات التواصل الاجتماعي، وتبادل الآراء والأفكار حول سبل كسر هذه الصور النمطية ومحاربتها".
وسناء عاصي مُحلّلة في النوع الاجتماعي وخبيرة في قضايا المرأة والسكّان والعنف القائم على النوع الاجتماعي. تعمل كرئيسة لوحدة النوع الاجتماعي في صندوق الأمم المتحدة للسكّان منذ 13 سنة. كما عملت رئيسةً لوحدة إحصاءات النوع الاجتماعي في الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعشر سنوات.
أمّا فادي توما، الذي يعمل حاليًا مع "منظّمة أوكسفام" في الأراضي الفلسطينية المحتلة كمدير لبرنامج العدل المبني على النوع الاجتماعي، فهو حاصلٌ على ماجستير في القانون الأنكلوأميركي وليسانس في القانون الخاص، ولديه عشر سنوات من الخبرة في مجال حقوق الإنسان والمساواة المبنية على النوع الاجتماعي، وهو يشتغل على التأثير في التغيير التحويلي نحو تحقيق العدالة المبنية على النوع الاجتماعي في الأراضي الفلسطينية المحتلّة.
أمّا وفاء عبد الرحمن، فهي ناشطة نسوية ومؤسّسة ومديرة مؤسّسة "فلسطينيات: الإعلام من أجل الشباب والنساء"، وهي أيضاً رئيسة تحرير وكالة الإعلام النسوي "نوى".
أمّا غدير الشافعي، فهي ناشطة نسوية مؤسّسة مشاركة ومديرة "أصوات - المركز النسوي الفلسطيني لحريات النوع الاجتماعي والجنسية.
أمّا غدير فراج، فهي مخرجة ومصوّرة فلسطينية، أسّست مع مجموعة من الصحافيات والناشطات المجتمعيات "جمعية تنمية وإعلام المرأة" عام 2003، وتعمل حالياً مديرة عامّة للجمعية.
ويعمل عماد كريم، الحاصل على ماجستير في الاتصالات التربوية والتكنولوجيا من جامعة نيويورك، خبيراً في بناء القدرات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل أهداف التنمية المستدامة ووسائل التواصل الاجتماعي للتغيير الاجتماعي وبناء السلام والابتكار في برامج المساواة المبنية على النوع الاجتماعي، وهو مؤلّف كتاب "iSurvive" Disaster Revolutions & Control 2.0" الذي يستكشف العلاقات المتبادلة بين الأحداث الكبرى والبشر والسياسة والمعلومات والتكنولوجيا مع الدروس المستفادة من الانتفاضات العربية وهايتي واليابان.
أمّا جمانة أشقر، فهي ناشطة اجتماعية سياسية، حاصلة على الماجستير في الصحة النفسية الجماهيرية.
يُشار إلى أنَّ الندوة تأتي ضمن فعاليات "منتدى فلسطين الرقمي" التي تُقام بين التاسع والعشرين من آذار/ مارس الجاري والأوّل من نيسان/ إبريل المقبل، وتتنوّع فعالياته بين الجلسات، وورش العمل، والنقاشات، بهدف "تبادل أطراف الحديث وتنسيق العمل لمناصرة الحقوق الرقمية الفلسطينية، وبناء قدرات النشطاء والعاملين في مجال الحقوق الرقمية في مواضيع مختلفة ومتعلّقة بالمجال".