على غير الأدب الذي يتوجّه جزءٌ منه إلى الطفل، أو العلوم التي تخضع لمحاولاتٍ تبسيطية لجعلها في متناوله، قليلاً ما تُطرح الفلسفة كمادّة يُمكن أنْ تُقدَّم للأطفال، حتّى أنَّ تدريسها في المناهج التعليمية يبدأ، عادةً، في مرحلة التعليم الثانوي.
إحدى المحاولات القليلة في هذا الاتجاه، عربياً، كانت كتاب "الفلسفة الموجَّهة للأطفال واليافعين: آداب واستراتيجيات" للباحث التونسي محيي الدين الكلاعي، والذي صدر حديثاً ضمن سلسلة "سقراط الصغير" عن "دار كلمة". والعملُ - كما يقول مؤلّفه في حديثٍ سابق له إلى "العربي الجديد" - "موجَّهٌ للمربّين للتعرُّف على أبجديات التفلسف مع الأطفال، ومحاولة ممارستها بالمدارس الابتدائية والإعدادية، وبالمعاهد الثانوية".
يحضُر الكلاعي وكتابُه، مع مجموعةٍ أُخرى مِن الأسماء المهتمّة بهذا المجال، في يومٍ دراسيّ بعنوان "الفلسفة الموجَّهة للأطفال" يُنظّمه "معهد تونس للترجمة" في مقرّه بفضاء "القصر السعيد" في باردو (تونس العاصمة)، يوم السبت المقبل، ابتداءً من الثامنة والنصف صباحاً.
يبدأ اليوم الدراسيّ بكلمة افتتاحية يُلقيها الباحث التونسي فتحي التريكي، تليها جلسةٌ علمية يترأّسها الأكاديمي عادل الحدّاد، قبل أن تبدأ سلسلةٌ من المحاضرات التي يُقدّمها عددٌ من الباحثين؛ وهي: "ورشات التفكير الفلسفي من المهد إلى الرشد" لمحيي الدين الكلاعي، و"الطفولة فلسفياً" لمها بشيري، و"الفلسفة للأطفال: الأسس والرهانات" لأحمد الملولي، و"الفلسفة وتنمية الفكر النقدي عند الأطفال بالاستناد إلى أمارتيا سن" لأنيسة المرساوي، و"من الحلم إلى العلم" لهدى الكافي، و"أعمار الفلسفة" لمحمد محجوب.
ويُختَتم اليوم بورشة تفكير فلسفلي يُقدّمها الكلاعي والكافي تحت عنوان: "هل هنالك سنٌّ للتفلسف"، وحفل توقيع لكتاب "الفلسفة الموجهة إلى الأطفال واليافعين".