"اللعبة": كي لا تكرّر البشرية نقاشاتها

12 فبراير 2021
أليساندرو باريكو (Getty)
+ الخط -

على الرغم من أنه عُرف منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي باعتباره روائياً، فإن الكاتب والإعلامي الإيطالي أليسندرو باريكو يبدو بأنه سيأخذ موقعاً أساسياً على خارطة الفكر العالمي بفضل كتابه الأخير "اللعبة" الذي صدر أوّل مرة في 2018، ثم تتالت طبعاته وترجماته، آخرها منذ أيام حين صدرت الطبعة الثانية لترجمة الكتاب إلى الفرنسية عن منشورات "غاليمار".

يبدأ الكتاب بجملة مثيرة، حين يشير باريكو إلى أن الأب الذي يعتبر أن ابنه المراهق - الذي يقضّي معظم وقته أمام الشاشة للعب - أبعد ما يكون عن الثقافة، لا يعرف في هذه الحالة أن الابن في قلب الثقافة، وأن هذا الموقف من الابن يعني أن الأب "متخلّف" ثقافياً. 

من هنا يشير الكاتب الإيطالي إلى أن الثقافة ليست تلك القطاعات الكبرى مثل الأدب والمسرح والسينما والفن التشكيلي وما شابه، فهذه ليست سوى تقسيمات اجتماعية. أما الثقافة بمعناها الدقيق فهي النشاط الإنساني القائم على معرفة، وهنا يؤكّد باريكو على أن الألعاب الدارجة اليوم تقدّم معرفة تتجاوز في أحيان كثيرة ما تقدّمه الكتب، من ذلك أن ألعاب رائجة مثل حروب الطيران أو الفنون القتالية تؤدّي إلى معرفة بثقافات أخرى وبقطاعات معرفية مثل العلوم والتاريخ.

اللعبة

يرى باريكو أن مثل هذه النقاشات جرى تداولها في عقود سابقة وأبرزها تخوّفات إهدار التلفزيون للمؤهلات الثقافية للشعوب، في حين أننا نجد اليوم أن المصدر الرئيسي للثقافة هو التلفزيون من خلال أشرطة الأنباء والأفلام الوثائقية وبدرجة أقل المسلسلات.

يعتبر الكاتب الإيطالي أن إعادة هذه النقاشات عبارة عن إهدار طاقة جماعية وتكرار للتاريخ حيث لن تؤدّي إلى العودة عن إنتاج الألعاب الإلكترونية، وهنا يقترح الضغط على المؤسسات المنتجة لضخّ المزيد من المعرفة في الألعاب.

 

المساهمون